الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابني خجول ولا يريد الزواج نهائيًا، فكيف نقنعه بالفكرة؟

السؤال

السلام عليكم

ابني بعمر 32 سنة، حتى الآن لا يريد الزواج نهائياً، ويقول: أنا ألغيت الفكرة نهائياً من حياتي، وبالرغم من اعتراضه بحثنا له عن بنت وكانت جداً مناسبة له، لأنه هو لا يريد أن يبحث ولا يكلم أي بنت، فهو خجول ويخاف من المسئولية والفشل.

عندما قابلها كان معها جداً رسمياً، لدرجة أنها رفضته بسبب جديته الزائدة، والتعامل معها بشكل رسمي زائد عن الحد، علماً أنه معنا ليس كذلك.

طلبت من رجال العائلة أن يجتمعوا به ويقنعوه، ولكنه رفض رفضاً قاطعاً، وأخاف أن يبقى هكذا، فأعطوني حلاً رجاءً رجاءً، كيف أقنعه؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى أن يسهل لابنك أمر الزواج.
الشاب حين يحجم عن الزواج تكون لديه أسبابه ومبرراته، بعضها مُعلن وبعضها غير معلن، وهذا الشاب - حفظه الله - ربما تكون درجة الخجل الزائدة والخوف من الفشل هي التي منعته من الإقدام على الزواج وقبول فكرتكم.

أنا أنصح في مثل هذه الحالات أن يُقابل هذا الابن - حفظه الله - أحد المختصين، هنالك مراكز مختصة في الزواج، أو أن يقابل أي طبيب نفسي، أفضل من أن يُشكّل عليه ضغوطات من هنا ومن هناك، وفكرة أن يجتمع به رجال العائلة ويُقنعوه أعتقد أن هذه الفكرة - مع احترامي الشديد لك - بالنسبة لشاب خجول قد لا تكون جيدة، كما أن هذا الشاب ربما تكون له أسباب لا يريد أن يفصح بها، وتدارس حالته من قِبل مختص - ومختص واحد يحفظ السر - هذا هو الأفضل، هنالك أمور نفسية تمنع من الزواج لدى بعض الشباب وكذلك الشابات، هنالك أمور تتعلق بالأداء الجنسي والمعاشرة الزوجية، خاصة إذا كان الشاب خجولاً.

معرفة السبب في حالته تكون من خلال المختص، وبعد ذلك يمكن أن يوجّه له الإرشاد الصحيح حسب أسبابه، وحسب دوافعه التي جعلته لا يقدم على الزواج، وأرجو ألا تشكّلوا عليه ضغوطات شديدة، لأن الضغوطات الشديدة منفرة جدًّا.

وحين يتضح أن السبب هو الخوف والخجل ففي هذه الحالة يجب أن نسأله عن موصفات الزوجة التي يريدها، الزوجة التي سوف تناسبه، لأنه لابد أن يختار زوجة تتواءم مع شخصيته.

أرجو مخلصًا أن تنتهجوا هذا المنهج، وشجّعوه على الزواج بصورة مباشرة أو غير مباشرة، دون أن يكون هنالك ضغوط عليه، لكن مقابلة المختص مهم، وأنا عُرضتْ عليَّ الكثير من الحالات، والحمدُ لله أستطيع أن أقول أن معظمها انتهى بإقناع الشابة أو الشاب بأهمية الزواج وقُدسية الزواج، وبعض الشباب كانت لديهم أسباب جنسية، لا يُحبّون الحديث عنها، خاصة مع الوالدين، فانتهاج هذا المنهج أعتقد أنه سوف يحل مشكلة هذا الشاب.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً