الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عدم الرغبة بالتبول ما سببه؟

السؤال

السلام عليكم.

لا أشعر برغبة في التبول لمدة 12 ساعة، فهل هذا يدل على وجود مرض -لا قدر الله-؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذا التوصيف يحتاج إلى تنوير وتفصيل من قبلك بوجود أعراض أخرى مصاحبة، ولكن لتطمينك فإن السبب الأكثر لهذه الظاهرة هو ما يعرف بالمثانة الكسولة، وهي تعود الشخص ولمدة طويلة في تأخير الذهاب لدورة المياه؛ وذلك لأسباب كثيرة منها الشعور بالقرف، وعدم الارتياح لاستخدام دورات المياه خارج المنزل، أو الرغبة في تأخير الذهاب للحمام، وذلك لإحساس الشخص المعني بعدم الرغبة في إضاعة الوقت أو زمن الحصة الدراسية، أو العمل، أو غيرها من النشاطات، وبذلك فإنه وبمرور الوقت لا يحس بالرغبة في التبول إلى بعد مرور ساعات طويلة كما تصف.

ومن الأسباب الأخرى لعدم الشعور بالرغبة للتبول هو عدم شرب كميات كبيرة من السوائل على إطلاقها بما فيها الماء، أو الشاي، أو القهوة، أو العصير وغيرها مما يجبر الجسد على الاحتفاظ بالمياه، وإخراج أقل كمية من السوائل في البول وبخاصة عند كثرة التعرق والتي تهدر الكثير من الماء من الجسد، مما من شأنه أن يجبر الكلية على زيادة تركيز البول وبالتالي كميته، والذي يترجم على قلة حجم وتباعد مرات التبول.

أما الأسباب الأخرى لقلة التبول فمنها تورم الجسم والذي ينتج عن احتفاظ الجسم بالمياه في الأنسجة المختلفة وبخاصة تحت الجلد وبعيدا عن الدورة الدموية، وبالتالي عن الكلية التي من وظائفها إخراج السوائل الزائدة عن حاجة الجسم، وأسباب مثل هذا التورم كثيرة ولا يتسع مقام هذه الإجابة للتفصيل فيها، ونكتفي أن منها ارتفاع ضغط الدم، أو العقارات المعالجة له، أو تعلل القلب، أو تعلل الكلية، أو لأسباب أخرى.

أما النصيحة العامة فهي التالي: أن تقوم بتسجيل موعد وكمية ما تشرب من سوائل، وكذلك أن تسجل موعد وكمية ما يخرج منك من بول، وعرض مثل هذا الجدول على طبيب مسالك بولية، والذي سيتمكن من معرفة عاداتك الشرابية وعادات ووظيفة المثانة عندك، كما سيقوم الطبيب بأخذ كافة التفاصيل عنك، وعن ما تتناول من عقاقير وغيرها من المعلومات المهمة، حينها يمكنه أن يقدم لك النصائح فيما يتعلق بما تصف.

وأنصحك أن تشرب كمية كافية من المياه لا تقل عن ليتر ونصف من المياه في فترة الشتاء وأن توزعها بصورة جيدة خلال اليوم، ويا حبذا أن تجعل ثلثي ما تشرب في الفترة النهارية، وأن تتناول الثلث الأخير في الفترة المسائية، وأن يكون هدفك دائما أن يكون لون البول صافيا مثل ماء الصنبور في معظم الأحيان.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً