الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من آلام في صدري وقلبي ، فهل سببها الغازات التي أشكو منها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا يا دكتور تعبت من حالتي، مضى 5 شهور أو أكثر أعاني من غازات ببطني سواء أكلت أم لا، وتنتابني آلام في أذني ويدي اليسرى، ويتسارع نبض قلبي، وأشعر كما الكهرباء تسري في صدري، ثم ينقطع نفسي لمدة ثوان، ويتكرر انقطاع النفس على مدار اليوم، وأحيانا من فرط الغازات يحدث لدي استفراغ، وأحس أن الموت يدنو مني كلما ظهرت هذه الأعراض.

علماً بأنني قبل أن أعاني من هذه الأعراض بأسبوع حصلت لي نوبة هلع، وذهبت إلى المستشفى، وأجريت فحوصات إيكو وكهرباء القلب، وأشعة للصدر، وأيضا عملت فحوصات دم شاملة، وكانت النتائج سليمة، ما عدا نقص في فيتامين د، لكن هذه الأعراض جاءت بعد بأسبوع من هذه الفحوصات وأخذت تتزايد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لارا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأعراض التي تعانين منها متمركزة حول الجهاز الهضمي، فالشعور بالغازات قد يكون ناتج من اضطراب في الهضم، والقلق أيضاً قد يلعب دوراً كبيراً في ذلك، خفقان القلب من أكبر أسبابه القلق النفسي ونوبات الهلع والفزع، لكن من الجوانب العضوية أيضاً الإكثار من شرب الشاي والقهوة قد يؤدي إلى ذلك حيث أن الكافيين هو أحد المثيرات، كما أن فقر الدم أيضاً قد يؤدي إلى تسارع في ضربات القلب، وكذلك زيادة إفراز هرمون الغدة الدرقية.

قطعاً أنت -إن شاء الله تعالى- ليس لديك أي من هذه الأشياء التي تحدثت عنها، لأنك قد قمت بالفحص الطبي الجسدي الكامل وتم إجراء ما هو لازم فيما يتعلق بوظائف القلب والصدر، فأنا أرى أن القلق النفسي هو الذي يسبب لك هذه الأعراض التي هي أعراض نفسوجسدية، أي تظهر في شكل أعراض عضوية بالرغم من أنه ليس لديك مرض عضوي أو جسدي، إنما التوتر النفسي الداخلي، حتى وإن لم يكن قلقاً ظاهراً انعكس عليك وأظهر هذه الأعراض.

ممارسة الرياضة باستمرار وانتظام وإقدام عليها هي أحد وسائل العلاج، التفكير الإيجابي أيضاً مهم، وألا تكتمي ولا تحتقني، لأن الكتمان كثيراً ما يؤدي إلى قلق داخلي، هذا ينعكس على الكثير من أعضاء الجسم خاصة الجهاز الهضمي، أنصحك أيضاً بأن تتحوطي بألا تبتلعي الهواء أثناء الكلام، بعض الناس لديهم هذه العادة، أنت ذكرت أنه لديك غازات بالبطن سواء أكلت أم لم تأكلي، ربما يكون هنالك ابتلاع زائد للهواء أثناء الكلام، والتمارين الاسترخائية تساعد في القضاء على هذه الظاهرة، كما أنه إذا أخذت نفسا قبل بداية الكلام شهيق عن طريق الأنف، هذا أيضاً يقلل فرصة ابتلاع الهواء، وعلى العموم الرياضة مهمة جداً ومفيدة.

كوني إيجابية في تفكيرك كما ذكرت لك، لا تحتقني، عبري عن ذاتك، أحسني إدارة وقتك، الجوانب الاجتماعية أيضاً لديك لابد أن تكون راسخة، وأن تكوني فعالة، صلاتك وعباداتك يجب أن تكون في وقتها وبالتزام، والنظرة الإيجابية حول المستقبل، وأن تكوني متفائلة وحسنة التوقعات، هذا أيضاً نعتبره علاجاً نفسياً مهماً، الإحساس بالموت وغيره من المشاعر السلبية كله ناتج من قلق المخاوف البسيط الذي تعانين منه.

أنا حقيقة أنصحك أيضاً بتناول أحد مضادات قلق المخاوف، أنت لم توضحي عمرك، إذا كان عمرك أكثر من 20 عاماً فليس هنالك أي إشكالية بالنسبة لسلامة الأدوية، العقار الذي يسمى زيروكسات سي أر بجرعة صغيرة هو الأنسب في حالتك، تناوليه بجرعة 12.5 مليجرام يومياً لمدة ثلاثة أشهر ثم اجعلي الجرعة 12.5 مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم 12.5 مليجرام مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقفي عن تناوله، إنه دواء طيب، وسليم، وغير إدماني، ولا يؤثر على الهرمونات النسوية، والجرعة التي وصفناها هي جرعة صغيرة، أما إذا كان عمرك أقل من 20 عاماً فأرجو أن تذهبي وتقابلي الطبيب ليصف لك أحد مضادات قلق المخاوف المناسبة.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً. وأسأل الله لك العافية والشفاء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً