الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صداع غريب من نوعه لا يستجيب للمسكن.. أفيدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكو اليكم بعد الله تعالى ما يلي:

1 - الصداع بشكل رئيسي: فأنا منذ أن كنت صغيراً وأنا مصاب بالصداع دائماً، إلا أنني أتناول الكوفان المسكن وأستجيب له إلا في هذه الفترة، فأنا منذ عام كامل، وأنا في حالة غريبة أنام 8 ساعات وقت الليل، أصحو بصداع لا يستجيب حتى للمسكن وأنام مثلاً 5 ساعات أصحو بدون صداع، لكني بحاجة إلى النوم، وغالباً ما أصاب حينها بشبه عدم الوجود، أو الخدر مثلاً، وشكل صداع هذه الحالة هو بالتفصيل التالي: ألم وصداع في الجبهة بالضبط، ولا يرتبط بالنبض، ويكون ثقلا شديدا في الرأس يعطلني حتى عن ممارسه أعمالي، وأظل ماسكا للعين ومنطقة الجبهة طوال فترة الألم، كما أني أشعر معه بهبوط المزاج بشكل مبالغ فيه أو بكآبة شديدة حينها.

الألم لا يستجيب للمسكن، ويكون غالباً بعد الاستيقاظ فوراً من النوم، وبالنسبة لمرضي الأساسي، فقد ظللت عاما ونصف تقريباً أعاني من ارتفاع ضغط الدم بسبب ارتفاع الكولسترول حتى وأنا وزني 50 كيلو، وكانت نسبته 200 بعد التحليل، وتوقفت عن ( اتور) لعلاج الدهون، وأتناول كونكور 5 للسيطرة على الضغط، حتى أني كنت أيضا مصاباً بهذا النوع من الصداع، عندما كان ضغطي مرتفعا، وكذلك عندما كان ضغطي طبيعيا؛ مما جعلني أشك أنه ليس السبب الرئيسي.

ويملأ ألم الصداع الجبهة وأعلى الرأس تماماً، ويأخذ معه ناحية الحاجبين، وهو ألم ليس بالشديد القارص الذي يلزم الفراش، لكنه مزعج لدرجة تجعلني أبكى، وأشعر بالضيق الشديد معه وأتحسن بعد زواله.

عملت تحاليل أنيميا، ووظائف الغدة وخلافها، وكانت سليمة، ودائماً أنفي مسدود قليلاً، لكني أستطيع التنفس طبيعياً منذ الصغر، والصداع لم يكن مزمنا مثل هذه الفترة، فما الذي جعله مزمنا الآن؟

أنا مضغوط جداً وحزين أني لا أستطيع ممارسة حياتي، حتى الامتحانات لا أستطيع كتابة الحل كاملا، مع أنني أعلم الحل ببساطة لألم رأسي والصداع والثقل هذا!

أيضا بم تنصحونني لضبط موضوع الدهون هذا؟ وهل هي سبب الضغط أيضاً؟ لأنني لست مريضا بأمراض قلب، أو جلطات مثلاً، فيكفي هذا الصداع، أقيس السكر وأنا صائم وأجده 90 والضغط الآن مضبوط 120 – 80، ولن يختفي الصداع.

وسؤالي الأخير: لماذا لا يستجيب هذا النوع تحديداً من الصداع للمسكن؟ مع العلم أني لا أزيد الجرعة عن 1 في اليوم، وكنت أستجيب له طيلة عمري.

أشكركم وحفظكم الله، ودمتم سندا لنا وعونا لكل مريض من بعد الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ندعو الله سبحانه وتعالى أن يمن عليك بالصحة والعافية، ومن الواضح أن الصداع مرتبط بالتهاب وحساسية في الجيوب الأنفية، خصوصا في منطقة الجبهة frontal sinuses، وparanasal sinuses وهي الجيوب الموجودة في منطقة الجبهة خلف العيون وأعلى الأنف، والحساسية والالتهاب المزمن في تلك الجيوب يؤدي إلى صداع خصوصا في الصباح الباكر، مع الشعور بانسداد الأنف، وتغير في الصوت، ومن دلائل ذلك زيادة الصداع وقت السجود في الصلاة، وعند الاستيقاظ من النوم، وفتح الجيوب نسبيا فإن الصداع يقل عن بداية اليوم، ولكنه يظل مزعجا.

يمكنك في المرحلة الحالية التعود على الاستنشاق بالماء المالح مثل استنشاق الوضوء، بإذابة بعض ملح الطعام في كوب صغير من المياه المعدنية والاستنشاق به عدة مرات، والحرص على دخول الماء إلى الجيوب الأنفية، واستخدام البخاخ rhinocort للانف مرتين في اليوم في الصباح والماء.

في حال خروج بلغم أصفر أو أخضر من الأنف لا مانع من تناول مضاد حيوي مناسب مثل augmentin 625 mg ثلاث مرات في اليوم لمدة 10 أيام، مع تناول قرص مضاد للحساسية قبل النوم telfast 120 mg، وتناول حبوب prednisolone 30 mg قرصا واحدا يوميا لمدة 10 أيام، وعدم تكراره مرة أخرى، وسوف تشعر بتحسن كبير -إن شاء الله- مع أهمية الاستمرار في الاستنشاق بالماء المالح؛ لأنها عادة صحية جيدة، ثم العودة في الكتابة للموقع مرة أخرى.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً