الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما سبب انخفاض السكر بشكل مفاجئ؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عمر:19 سنة، وزني 70 كلغ، وطولي 155 سم، أعاني من مرض السكري منذ 5 أشهر، واستخدمت إبر الأنسولين لمدة شهر، بعدها أصبحت مستويات السكر في الدم طبيعية، ولا تزيد عن 115 بعد الأكل، فهل يمكن الشفاء من السكر دون أدوية؟

علما أن الطبيبة شكت أنها فترة تعود فيها بعض خلايا البنكرياس للعمل، ولكن بعد فترة تموت كلياً ويعود المرض!

اتبعت حمية غذائية وقمت بممارسة رياضة المشي يوميا بسبب المرض، فنزل وزني 20 كلغ، ولكني مؤخرا بدأت أكثر من النشويات، إضافة إلى التمر والعسل، لكن استمرت مستويات السكر في دمي لا تزيد عن 85 مهما أكلت من التمر، وفي مرة أكلت ما يزيد عن 8 تمرات، وبعد قياس السكر وجدت أنه 66، وأشعر بصداع شديد بسبب انخفاض السكر، وكأن البنكرياس عندي يفرز الأنسولين إذا أكلت السكر ولا يسمح له بتجاوز 85!

أرجو الإجابة، لأني أعاني من صداع يومي، وفاتني موعد الطبيب، والموعد القادم بعد 3 أشهر، وأخشى أن يرتفع السكر في الدم فجأة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فيصل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن ما تعاني منه حاليا هو غالبا يتماشى مع ما أخبرتك به الطبيبة من أنه في بداية الداء السكري يحصل تحسن في أرقام سكر الدم، ولفترة مؤقتة، وبعد ذلك يعود سكر الدم للارتفاع، وفي المرحلة الحالية ينصح بتحليل سكر الدم بصورة منتظمة مرتين يوميا، مع الالتزام بالحمية، وتجنب حصول انخفاض في سكر الدم، مع المتابعة الطبية المستمرة مع طبيبك المعالج، وعند الشعور بأي أعراض غير طبيعية كالدوخة والتعرق وتسرع القلب والتعب العام، ينصح بالمتابعة في أي مركز طبي أو مشفى لفحص سكر الدم، للتأكد من عدم حدوث أي ارتفاع أو انخفاض مفاجئ في سكر الدم.

وإليك لمحة موجزة عن الداء السكري:
هو من أكثر الأمراض شيوعا في العالم العربي، والأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالسكري، أو الذين لديهم بدانة، هم أكثر عرضة للإصابة به من غيرهم، وهؤلاء عليهم مراقبة سكر الدم كل فترة ستة شهور تقريبا، للتأكد من عدم الإصابة، والخلل الرئيسي في الداء السكري هو إما بنقص الأنسولين، وهو الهرمون المسئول عن حرق السكر في الدم، أو عدم استجابة الجسم لهذا الهرمون.

أنواع الداء السكري:
النوع الأول: الداء السكري (نمط 1): يسمى السكري الشبابي، هذه الحالة يكون الخلل في إفراز الأنسولين في الجسم، ويترافق عادة مع أعراض شديدة من زيادة سكر الدم، وقد يسبب ما يسمى بالإحمضاض الكيتوني، حيث يرتفع سكر الدم لأرقام عالية وبصورة مفاجئة، وهذا النوع من السكري يعالج فقط بالأنسولين دون البدء بالعلاج بالأدوية الفموية.

النوع الثاني: الداء السكري (نمط2): عادة يصيب كبار السن، ويظهر خاصة عند البدينين، وفي هذه الحالة يكون الخلل في استجابة الجسم للأنسولين، أو نقص في إفراز الأنسولين من البنكرياس، وعلاج هذه الحالة يكون بالاعتماد على الحمية بالدرجة الأولى، والعلاج بالأدوية الفموية بداية، ومن ثم الانتقال للعلاج بالأنسولين.

أهم أعراض الداء السكري: زيادة العطش، تكرر التبول، نقص الوزن غير المبرر، تشوش الرؤية، زيادة الشعور بالجوع، وكما ذكرنا في حالة الداء السكري النمط الأول حدوث حالات الإحمضاض الكيتوني، والتي تؤدي للتعب العام وتسرع التنفس، وتغير رائحة الفم والنفس، وهي عادة حالة إسعافية وتحتاج للعلاج في المشفى.

تشخيص الداء السكري: ويكون بتحليل سكر الدم، إما بعد صيام 6 ساعات، فإن كان عيار السكر أكثر من 120 ملغ / 100 ملليتر، فهذا يثبت التشخيص بالإصابة بالسكري، أو بعد وجبة الطعام بساعتين، فإن كان عيار السكر أكثر من 180 - 200 ملغ / ملليتر، فهذا أيضا يثبت التشخيص.

أهم النصائح في الداء السكري: محاولة ضبط الحمية بالاعتماد أكثر على الخضار المطبوخة، والتخفيف من السكريات والدهون والدسم، وتناول كمية معتدلة من البروتينات، وممارسة الرياضة اليومية، والالتزام بالعلاج الموصوف من قبل الطبيب؛ لأن ضبط أرقام السكر في الدم بصورة جيدة يؤدي لتأخير مضاعفات الداء السكري، أو عدم حدوثها -بإذن الله-.

ونرجو لك من الله دوام الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً