الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما سبب التغير المفاجئ في تصرفاتي طفلي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يبلغ ابني سنة وشهرين تقريبا من عمره، نموه سليم لا يشكو من علة أو مرض -والحمد لله-، بدأ المشي في شهره الثاني عشر والتسنين في شهره التاسع، وله الآن ثلاثة أسنان في فكه العلوي واثنتان في فكه السفلي، لا يتكلم لكنه يناديني بماما وينادي والده ببابا، وكثير اللعب خاصة مع والده، أحيانا يقوم بحركات وكأنها رياضية كغيره من الأطفال، أفهمه عندما يكون جائعا، وعندما يريد تغيير حفاظته، وحين يريد شرب الماء، في بعض الأحيان يشاغب ويشاكس كأن يلمس شيئا فيه خطر عليه، فأمنعه وأحيانا أرفع صوتي عليه.

لكن طباعه تغيرت فجأة اليوم، أراه يعض شفته السفلى، ولاحظت أنه يبكي عندما أحمله، يريد فقط الاستلقاء في وسادته والبقاء منعزلا، حاولت اللعب معه مرارا فيضحك قليلا ثم يعود لحالته، كان يأتي فرحا عندما أناديه للأكل لكنه اليوم لا يأبه لذلك، حملته فبكى، أكل قليلا وتركته فنام ويبدو عليه التعب.

صراحة قلبي يؤلمني، لاحظت تغييرا كبيرا في أسلوبه اليوم، ولست أدري إن كان للأمر علاقة بتسنينه أم لأنه لا يرى الأطفال في سنه، ولا يلعب معهم؛ لأننا مغتربين في الخارج منذ ثلاثة أشهر، ولا نعرف أحدا هنا، ووالده يقضي ساعات طويلة في العمل -الله المستعان-.

أرجو منكم الرد في أقرب فرصة ممكنة، فأنا حقا قلقة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إيمان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

عادة التغيير في تصرفات الأطفال يكون له سبب حاد؛ كالتهاب فيروسي يسبب له الإحساس بالإرهاق وعدم الرغبة في الأكل أو اللعب، وتزول الأعراض بتحسن حالة الطفل، وليس لها علاقة عادة بكون الطفل لا يختلط بالأطفال في سنه، فالكثير من الأطفال يعيشون في بيئة معزولة بعض الشيء، وتكون معرفتهم بالتعامل مع الأشخاص الذين حولهم كالوالدين، وكذلك الأجهزة التي حولهم؛ كالكمبيوتر والتلفاز.

وهذه التغيرات لا تعتبر غير طبيعية، لكن بالنسبة لتعليم الطفل فيفضل أن تسمحي له بمشاهدة المحطات التعليمية الهادفة، والابتعاد عن مشاهدة الرسوم المتحركة غير الهادفة والمزعجة أحيانا.

وفي حالة الغربة فأفضل معين للطفل هو اللعب مع والديه لفترات طويلة، فهي التي تحفز الدماغ، وتزيد معدلات التعامل وتسعد الطفل في نفس الوقت، مع السعي لإيجاد بيئة مناسبة للطفل تسمح له بالاختلاط واللعب كلما سمحت الظروف بذلك.

حفظ الله لك طفلك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً