الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خوف ووسواس وأعراض أخرى رغم تناول الأدوية فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا صاحب الاستشارة رقم 2393715 أنا أعاني من هلع الخوف والتفكير، والخوف من الموت، وسواس وأفكار سلبية، وخفقان في القلب، وآلام في الجسد، والصدر، والقالون العصبي، عملت كل الفحوصات، والنتيجة سليمة، وأعاني أحيانا من ارتفاع الضغط، وتسارع دقات القلب، استعملت أغلب أدوية الاكتئاب المذكورة لي في السابق.

في الاستشارة السابقة كنت أستخدم دواء (سوليان100مج، وامتريبتيلين 50مج، وكلونبازام 1مج)، ولكن التحسن 50% يعني بقي الخوف والوسواس بالموت والأمراض، دائما أفكر أنني سأموت، وأوسوس وأقول أن قلبي سيقف.

راجعت الطبيب، فغير لي العلاج إلى (إفيكسور 75مج، وستلاسيل1مج، وكلونبازام 2مج) أريد من حضرتك دكتور/ محمد عبد العليم -حفظك الله- أن تعطيني رأيك بهذه الأدوية الأخيرة، وهل دواء إفيكسور يرفع الضغط؟ فأنا عملت إيكو للقلب، وبعض الأطباء قالوا عندك تهدل بسيط ارتخاء بالصمام الميترالي، وأغلب الأطباء قالوا ما عندك هذا الشيء، فهل هذا اشتباه من الأطباء؟ أرجو منك الإجابة.

وجزاك الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ فالح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك – أخي الكريم – وأنا مُدركٌ لرسائلك السابقة، وأسأل الله تعالى لك العافية والشفاء.

أخي الكريم: لا بد أن تهتم بالجوانب العلاجية غير الدوائية – كما ذكرتُ لك سلفًا – العلاج النفسي السلوكي، والعلاج الاجتماعي، والعلاج الإسلامي: هي عناصر مهمَّة جدًّا وتُكمّل العلاج الدوائي.

بالنسبة لسؤالك حول الإفيسكور – والذي يُعرف علميًا فلافاكسين -: دواء ممتاز ومفيد، لكن الجرعة الأفضل هي مائة وخمسين مليجرامًا، هذه هي الجرعة العلاجية الصحيحة، نعم جرعة البداية هي في حدود خمسة وسبعين مليجرامًا، لكن حتى نصل للمنفعة الدوائية الكاملة تُرفع الجرعة إلى مائة وخمسين مليجرامًا.

بالنسبة للعلاقة بين ارتفاع ضغط الدم والإفيسكور: خمسة بالمائة من الناس الذين يتناول الإفيكسور قد يرتفع عندهم الضغط من خمسة إلى عشرين درجة، وهذا لا يُعتبر ارتفاعًا خطيرًا لضغط الدم، وبعد التوقف عن الدواء قد يرجع ضغط الدم لوضعه الطبيعي.

فلا تنزعج – أخي الكريم – وقم بمراقبة ضغط الدم دون قلق وتوتر وهواجس ووسوسة حول هذا الموضوع.

وفي بعض الأحيان إذا حدث ارتفاع لضغط الدم حين تناول الإفيكسور، وكان هو الدواء الوحيد الذي يُفيد الإنسان، لا مانع أن يتناول الإنسان دواءً خافضًا للضغط، لديَّ بعض الحالات التي أتعامل معها على هذا الأساس، والحمدُ لله تعالى تتميَّز أحوالهم بالاستقرار التام.

موضوع ارتخاء الصمام المايترالي: سبَّب أيضًا هواجس عند الناس، وأنا أقول لك أن هذا الموضوع بسيط جدًّا، عشرة بالمائة من الناس الذين نشاهدهم أمامنا لديهم بعض الارتخاء في الصمام المايترالي، دون أن يعلموا ذلك، ودون شكوى منهم من أي شيء، إذًا هي حالة طبيعية حميدة جدًّا، فلا تشغل نفسك بها، وفي حالتك هناك من قال لك أصلاً أنه ليس لديك ارتخاء في الصمام المايترالي.

عمومًا أقول لك: حتى وإن وجد ارتخاء في الصمام المايترالي فيجب ألا تزعج نفسك به؛ لأنه أمرٌ طبيعي جدًّا. عش حياتك بقوة، بإيجابية، مارس الرياضة، وواجه الفكر السلبي والمشاعر السلبية بأفكارٍ ومشاعر وأفعال إيجابية، وانتظم في تناول الدواء بانضباط شديد.

بالنسبة للـ (كلونبازام): حقيقة لديَّ تحفُّظات حوله مع احترامي الشديد للطبيب الذي وصفه لك، هو دواء ممتاز لعلاج المخاوف، لكن يسهل التعود عليه.

أنا متأكد أن طبيبك سوف يُوافقني على فكرة أنه من الأفضل ألَّا تستمر على الكلونبازام لمدة طويلة، نقول أن مدة ستة أسابيع كافية جدًّا على هذا الدواء، مع التدرُّج في الجرعة، يعني: جرعة اثنين مليجرام يوميًا هذه لا بد أن تُخفَّف وتخفَّض تدريجيًا حتى يتم التوقف التام.

الـ (ستلاسيل) دواء داعم وبسيط، وليس له آثار سلبية.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً