الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أحس بطعم الحياة وأفكر في ترك العمل بسبب الضيق الذي أعاني منه!

السؤال

السلام عليكم

أشكركم على مجهودكم الذي تقومون به.

أتتني مند حوالي شهرين نوبة في منتصف الليل، تسارع في نبضات القلب، وضيق تنفس مع رجفة في الجسم، تم إعطائي أوكسجين وإبرة للكالسيوم، وقال الطبيب إنها مجرد توتر للأعصاب.

ازدادت حالتي وأصبحت أحس بألم جهة القلب، أجريت التخطيط وكان سليما رغم ارتفاع دقات القلب، تناولت الدواء ورجع لطبيعته، وعند الدهاب للعمل تأتيني الحالة -أي النوبة مع وسواس الموت-، وأصبحت أهرب من العمل، تحسنت حالتي قليلا، لكنني أصبحت أعاني من ألم دائم جهة القلب، مع نغزات متعددة.

عندما أحس بالوحدانية أختنق، ويأتيني ضيق في التنفس وألم جهة القلب، وفي الأيام الأخيرة أصبت بانتفاخ في البطن وغازات، وضيق في التنفس مع ألم في المفاصل، -والحمد لله- أواظب على صلاتي والأذكار، لا أعرف سبب الألم جهة القلب، هل من القلب أم أصبت بعين؟

تغيرت حياتي كثيرا ولم أعد أحس بطعم الحياة، عندما أجلس وحدي أجهش بالبكاء والتفكير في عائلتي، لا أعرف ماذا أفعل! والآن أفكر في ترك العمل؛ لأنني أحس بالضيق، وأخاف الذهاب، وتأتيني النوبة مرة أخرى، علما أن ألم جهة القلب يأتيني باستمرار.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسن حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

ندعو الله لك بموفور الصحة والعافية، ولك أن تطمئن أن تسارع نبض القلب لا علاقة بينه وبين أمراض القلب، فأنت شاب صغير في مقتبل العمر، ولا تعاني من أمراض قلب في السابق ولا الآن، والموضوع كله مرتبط باضطراب في مستوى هرمونات الموصلات العصبية في الدماغ، مما يؤدي إلى حالة الهلع panic attack، وحالة من الخوف المرضي phobia، وهذه الحالة قد تحتاج إلى زيارة طبيب نفسي لعمل جلسات تحليل نفسي يسمى بالعلاج المعرفي والسلوكي، بالإضافة إلى تناول بعض الأدوية التي تعمل على ضبط مستوى هرمون سيروتونين في الدماغ.

ومن أعراض مرض الهلع والخوف المرضي: ضيق التنفس، والخوف، والتعرق، والغثيان، وتسارع نبض القلب، واحمرار الوجه، ويمكن علاج مرض الهلع من خلال تناول حبوب cipralex 10 mg التي تساعد في ضبط مستوى هرمون سيروتونين في الدم، وتحسن الحالة النفسية والمزاجية، حيث نبدأ بجرعة 10 مج لمدة شهر ثم جرعة 20 مج لمدة 10 شهور، ثم جرعة 10 مج مرة أخرى لمدة شهر، ثم تتوقف عن العلاج.

وهناك بديل جيد وهو كبسولات بروزاك prozac التي تؤدي الغرض ذاته وأقل في الثمن، يمكنك تناول جرعة 20 مجم لمدة شهر ثم 40 مجم لمدة 10 شهور، ثم العودة لجرعة 20 مج لمدة شهر، ثم التوقف عن تناول تلك الأدوية.

مع الأهمية الكبرى لأخذ حقنة فيتامين D جرعة 600000 وحدة دولية، ثم تناول كبسولات فيتامين D الأسبوعية جرعة 50000 وحدة دولية كبسولة واحدة أسبوعيا لمدة 12 أسبوعا، ولا مانع من أخذ حقن فيتامين المغذية للأعصاب والمقوية للدم B12 في العضل كل 15 يوما جرعة 1 مج عدد 6 حقن، مع ضرورة تناول مجموعة من الفيتامينات مثل رويال جلي.

مع ضرورة ممارسة رياضة المشي، والمصالحة مع النفس، وتغذية الروح كما نغذي الجسد من خلال الصلاة على وقتها، وقراءة ورد من القرآن والدعاء والذكر؛ كل ذلك يحسن الحالة المزاجية، ويصلح النفس مع البدن، ويخفف من الشعور بالخفقان والتوتر، ولا تترك عملك، فقط اصبر على الأدوية فترة لن تزيد عن أسبوعين، وسوف تجد نتيجة طيبة بحول الله وقوته.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً