الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخشى أن أظلم صديقاتي، فأنا لست متأكدة!

السؤال

السلام عليكم.

أنا في حيرة من أمري، في يوم من الأيام قامت طالبات من صفي بتزوير دفتر علامات المعلمة، وإضافة علامات عليه، فنصحتهم وقلت: أنني سأخبر المديرة إن تكرر الأمر، لكن قالت صديقة لي: إنه يجب أن أخبر المعلمة فهذا ظلم، وإنهم يأخذون علامات وغيرهم لا، فسألت معلمة الدين ونصحتني بأن أخبر المعلمة التي لها الدفتر.

وفعلا قامت معلمة الدين بنداء المعلمة، وطمأنتني المعلمة أنها ستقوم بمسح العلامات الإضافية، ولكنني أخبرت المعلمة عن فتاة واحدة، فالشيطان كلما أردت أن أتكلم وسوس لي بأنه يمكن أن لا تكون فلانة معهم.

فأرسلت للمعلمة رسالة أخبرتها كثيرا أن هذه الفتاة لم تكن وحدها، وكانوا كثيرين، ولكني لست متأكدة من هي أو في أي خانة أضافوا العلامات، وطلبت منها التأكد، وأخبرتها أسماء اللواتي رأتهم صديقتي، ولكنني أخشى أن أكون قد ظلمت أحدا، أخاف أن المعلمة تمسح علامات لفتيات لا دخل لهن أو تحذف علامات من خانة أخرى غير التي تم فيها التزوير، لكنني أخبرتها أنني لست متأكدة من كل أسماء الجميع أو في أي خانة، فهل أنا ظالمة أو ظلمت أحدا؟

رجاء أفيدوني خاصة إنهم يغشون في الامتحانات أيضا ومع أنني نصحتهم، فهل أنا ظالمة؟ وكيف أبرئ ذمتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ نسرين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في موقعنا، ونسأل الله أن يتولاك بحفظه، والجواب على ما ذكرت.

بداية لقد أحسنت في إبلاغ المعلمة عن فعل تلك الطالبات في تغيير علامات البعض في دفتر المعلمة، وهذا نوع من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكونك أبلغت عن البعض ولم تكوني متأكدة من البعض الآخر، فلا حرج عليك في ذلك، والمهم المعلمة قد تداركت الأمر، ولست ظالمة لأحد، ولا داعي للقلق والخوف، فالأمر لا يستحق كل هذا التفكير.

ومن جانب آخر أنت قلت أن هذا حدث في يوم من الأيام، فإذا كان قد حدث هذا قبل بلوغك سن التكليف، فالأمر أيضا يسير، وليس عليك إثم؛ لأن الله رفع القلم والمحاسبة عن الفتاة قبل سن البلوغ، وإذا كان قد حدث هذا بعد البلوغ فما عليك إلا الدعاء لجميع زميلاتك، واعتبري الأمر انتهى تماما.

وأخيراً: يظهر من كلامك أن لديك شيئا من الوسواس اليسير، فأتمنى التخلص منه بكثرة ذكر الله تعالى، والاستعاذة بالله من شره عندما يطرأ عليك، وأن تتوقفي عن التفكير فيما يدعوك إليه، ولا تلتفي أبدا لما يوسوس لك، واشغلي نفسك بكل نافع ومفيد.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً