الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الغضب بدون مبرر، كيف أتخلص من ذلك؟

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من الغضب بلا سبب، وقبل قليل غضبت وصرخت على أمي لسبب تافه!

الوضع صعب علي، فجأة أغضب وأنفجر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Norah حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

الغضب غير المبرر قد يكون جزءاً من الشخصية أي أن البناء النفسي للإنسان هو على هذه الكيفية، أو قد يكون ناتجا عن الكتمان، أو قد يكون ناتجاً أن الإنسان لا يراعي الضوابط الاجتماعية المطلوبة -مع احترامي الشديد لك-، أو ربما يكون هو نوع من الإسقاط أو التهديد للطرف الآخر للفت نظره، ومحاولة السيطرة عليه والتأثير عليه، والهروب من موقف أو ظرف معين.

أيتها الفاضلة الكريمة: خير علاج لعلاج الغضب هو ما أوصانا به الرسول -صلى الله عليه وسلم-، الإنسان عليه أن لا يغضب، وأن تدركي وتعرفي أن الغضب تفاعل نفسي سيئ جداً.

الغضب غير المبرر لا داعي له، وتذكري أنه إذا غضب أحد في وجهك سوف تنزعجين كثيراً وتصابين بالامتعاض والضجر، فضعي نفسك في مكان الشخص الذي يمكن أن تغضبي في وجه.

ومن وسائل العلاج الممتازة جداً: أن تغيري مكانك، وأن تغيري وضعك كما أوصانا الرسول -صلى الله عليه وسلم-، إذا كنت جالسة قفي، وإذا كنت واقفة اجلسي ثم اتفلي ثلاثا على شقك الأيسر، وتوضئي لأن الوضوء يطفئ نار الغضب. هنالك من أفادني من الإخوة الذين يأتونني في العيادة أنه قد جرب هذا العلاج النبوي مرة أو مرتين ثم بعد ذلك لم يحتج أن يطبقه، وذهب عنه الغضب. مجرد تذكره يزيل الغضب، هذا علاج عظيم جداً.

الأمر الثاني: يجب أن تكوني محاوره وتعملي الحوار، ولا تكتمي، ولا تحتقني؛ الإنسان يجب أن يعبر عن ذاته أولا بأول وفي حدود الذوق والأدب، دربي نفسك على هذا، وهناك علاج آخر هو التدريب على التمارين الاسترخائية، وإسلام ويب أعدت استشارة رقمها 2136015 أوضحنا فيها كيفية ممارسة هذه التمارين، وهي مفيدة جداً.

مارسي أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة، تجنبي شرب الشاي والقهوة بكثرة؛ لأن الكافيين يثير أعصاب بعض الناس، أكثري من الاستغفار والصلاة على الرسول -صلى الله عليه وسلم- فهي تشعرك بأريحية داخلية، ولا بد -أيتها الفاضلة الكريمة- أن تدركي أن الغضب والصراخ يشوه من صورة البنت جداً، تذكري هذا، والعكس صحيح؛ فالبنت الهادئة اللطيفة الرقيقة مع والديها هذا فيه نوع من البر أيضاً.

إذاً: حاولي أن تتذكري هذه الإرشادات التي ذكرتها لك وتطبقيها، وعليك أيضاً أن تحسني استغلال الوقت؛ فالفراغ يؤدي إلى هذه الطاقات النفسية السلبية، اجتهدي في دراستك، اجتهدي في أعمال البيت، رفهي عن نفسك بما هو طيب وجميل، في بعض الأحيان بعض البنات قبل الدورة الشهرية ونسبة للتغيرات الهرمونية ربما تحدث بعض الانفعالات السلبية ومنها الغضب، لكن التمارين الاسترخائية تساعد في علاج ذلك كثيراً، أحياناً نعطي بعض الأدوية المضادة للقلق، وتساعد أيضاً كثيراً، وهي ذات طابع استرخائي، لكن في حالتك لا أرى حاجة لذلك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً