الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من فقر الدم الانحلالي وأستخدم فوليك أسيد، فهل ينفع ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب عمري ٣٠ سنة، لدي فقر دم انحلالي G6PD وآخذ بشكل يومي حبة فوليك أسيد ٥ ملغ، منذ حوالي خمسة أشهر أتاني بشكل مفاجئ خفقان في القلب وضيق في النفس وإحساس بدنو الأجل، استمر لعدة ساعات، ذهبت بعدها إلى المشفى، وتم فحصي من قبل طبيب القلبية، وعمل إيكو وعمل تخطيط قلب، وكان الجواب بأن القلب سليم -والحمد لله-، وقد يكون الموضوع نفسيا وتوترا وقلقا.

ذهبت بعدها لطبيب داخلية كون الخفقان لا زال يحدث أحيانا مع ضيق النفس، وفحصني سريريا وكانت نفس الإجابة، وذهبت لطبيب آخر وقمت بعمل صورة للصدر كوني كنت أحس أحيانا بوجع أسفل الطرف الأيسر من الصدر تحت الثدي، وكانت الصورة سليمة -والحمد لله-، وعملت تحليل صورة للدم مع بعض الهرمونات، وكانت النتيجة سليمة -والحمد لله-، وتم إخباري بنفس الجواب بأنه قد يكون توترا وقلقا وضغطا نفسيا سبب كل ذلك، وأن الوجع قد يكون مصدره القولون نتيجة للتوتر والقلق، علما أني كنت لا أشعر بهذا القدر من الضغط أو التوتر في حينها.

منذ حوالي ثلاثة أسابيع قمت بعمل تحليل صورة دم أيضا وهرمونات كبد alt ast وفيتامين ب١٢ وفيتامين د وحديد، وكانت أغلب النتائج جيدة -والحمد لله-، إلا في الحديد فقد كانت نسبته مرتفعة (٢٧١)، وفيتامين د كانت نسبته منخفضة (٩.٦)، وقد قمت بطلب هذه التحاليل بشكل شخصي دون الرجوع للطبيب من باب الاطمئنان، وكوني كنت منذ حوالي شهرين يأتيني وجع في نفس النقطة في الرأس ولمدة ثوان، ثم يذهب، وقد يحدث ذلك بشكل يومي مرة أو ثلاث مرات، أو قد لا يحدث إلا خلال يومين أو ثلاثة مرة واحدة فقط، ومن بعد التحليل عدت لأخذ الفوليك أسيد بعد انقطاعي عنه لمدة شهرين تقريبا، وبدأت أشعر بزيادة الصداع في نفس النقطة أحيانا، وفي عموم الرأس أحيانا، وأحس أحيانا بثقل في الرأس، وكأنها دوخة ولكن خفيفة ومستمرة، وغثيان في المعدة، إضافة للشعور بالضعف والوهن بشكل عام يأتي ويذهب، وإحساس أني أريد النوم أكثر، ونادرا رعشة خفيفة أصبحت تأتيني أحيانا في يدي اليسرى.

أخيراً: أود القول أن كل ما ذكرته ويحصل في الفترة الأخيرة يكون غير موجود عندما أستيقظ صباحا، وقد يزداد بشكل تدريجي بعد الساعة الأولى من الاستيقاظ، ولاحظت أيضا أنه يخف نوعا ما عند خروجي من المنزل وخاصة الغثيان.

أعتذر على إطالتي، ولكني قررت أن أشرح كل ما يحدث معي كوني قبل تلك الفترة كنت لا أعاني من شيء، وقد يمكنكم ربط البعض من ما ذكرته ببعض فقمت بذكر التفاصيل، هل من الممكن إفادتي بما قد يكون السبب فيما يحدث؟ وهل من الممكن وجود ورم في الرأس بناء على الأعراض السابقة؟ حاولت الذهاب والقيام بصورة رنين مغناطيسي للرأس، ولم يتم ذلك؛ كوني أضع جهاز تقويم للأسنان، فهل من الضروري أن أقوم بفكه وعمل الصورة أم أن هناك إجراءات أخرى؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Bido حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كثير من حالات G6PD يتحسن فيها مستوى الإنزيم الناقص الذي يحمي كرات الدم الحمراء من التكسر المبكر بفعل بعض الأطعمة والأدوية، وهي معروفة للمرضى وللأطباء، وبالتالي يشفى الكثير من الحالات، ولا داعي لتناول حبوب فوليك أسيد في حالات G6PD إلا لو هناك إنيميا نزفية Haemolytic anemia، أي أنيميا حادة بسبب تكسر كرات الدم الحمراء مبكرا عن عمرها المفترض (120).

أما في حالة عدم وجود نقص شديد في الإنزيم G6PD وعدم وجود أنيميا نزفية Haemolytic anemia فلا داعي لتناول فوليك أسيد ويكفي جرعة 1 مج وليس 5 مج لحالات الأنيميا النزفية، وبالتالي يجب أن تتوقف عن تناول تلك الجرعات العالية من حبوب فوليك أسيد دون داعي لها، ويمكنك الآن قياس مستوى الإنزيم G6PD ومعرفة نسبته؛ فقد تجده مرتفعا خصوصا وقد تم عمل فحص صورة دم قبل ذلك وتقول: إن مستوى الدم جيد.

وما قد يؤدي إلى الوهن والضعف هو نقص فيتامين D وقد تجد نقصا أيضا في فيتامين B12، ولذلك يجب أخذ حقنة فيتامين D جرعة 600000 وحدة دولية ثم تناول الكبسولات الأسبوعية جرعة 50000 وحدة دولية، كما يجب أخذ حقن فيتامين B12 في العضل حقنة واحدة كل أسبوع لمدة 6 أسابيع.

وفيما يخص غثيان المعدة من المهم فحص جرثومة المعدة H-PYLORI وفي حال وجودها فهناك علاج يسمى العلاج الثلاثي يجب تناوله لمدة 14 يوما للقضاء على تلك الجرثومة، وبالتالي التخلص من الغثيان المستمر.

مع أهمية تناول اللبن الرائب أو الزبادي وتناول كبسولة بروبيوتك probiotic وهي كبسولات بكتيريا نافعة تساعد في علاج عسر الهضم والانتفاخ، كما يمكنك تناول حبوب ولا مانع من تناول قرص pantoprazole 40 mg قبل طعام الإفطار صباحا وبالطبع قبل تناول الطعام في شهر رمضان المبارك، أعادة الله عليكم بالخير والبركات.

يبقى بعد ذلك حالة التوتر والقلق وفي حال استمرار تلك الحالة من المهم زيارة طبيب نفسي؛ لأن النقص والاضطراب في مستوى هرمون سيروتونين يؤدي إلى القلق والخوف المرضي والاكتئاب، وفي حال تعذر ذلك يمكنك تناول كبسولات بروزاك prozac التي تضبط مستوى هرمون سيروتونين في الدماغ وتحسن الحالة النفسية والمزاجية، حيث يمكنك تناول جرعة 20 مجم لمدة شهر، ثم 40 مجم لمدة 10 شهور، ثم العودة لجرعة 20 مج لمدة شهر، ثم التوقف عن تناول تلك الأدوية.

مع ضرورة ممارسة رياضة المشي، والمصالحة مع النفس، وتغذية الروح كما نغذي الجسد من خلال الصلاة على وقتها وقراءة ورد من القرآن، والدعاء والذكر؛ كل ذلك يحسن الحالة المزاجية ويصلح النفس مع البدن.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً