الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أفتقد الاطمئنان بسبب الخوف والخمول والأفكار غير المنتظمة!

السؤال

السلام عليكم

أعاني منذ المراهقة من عدة عوامل نفسية، يترأسها التوتر والقلق وعدم الشعور بالطمأنينة النفسية، خاصة في التفكير، أتوتر في جميع الأوقات وكل المسائل؛ مما يسبب لي الإرهاق والتعب الجسدي والنفسي، وأشعر أن عقلي يعمل من غير تنظيم حيث تتناقل الأفكار هنا وهناك، وأحياناً كثيرة يكرر عقلي الكلمة الأخيرة مع سرحان في الذهن وتشتت الانتباه، وأشعر بالخجل والاهتمام برأي الناس، والاكتئاب -عانيت سابقاً منه وتعالجت بالإنفرانيل- والاندفاع والانسحاب والهوس، وأهتم أحياناً بأشياء معينة اهتماماً بالغاً وأحياناً أهملها، وأحياناً أنسحب من الحياة الاجتماعية.

أيضا أقضم الأظافر والجلد المحيط به حتى يدمى الأصبع، وتحريك الأرجل أو فرك اليدين أو الأسنان ببعضها، وهذه صفة موروثة من أبي ولاحظتها على ابني، وأشعر بالتعب الجسدي والخمول والكسل، وتأجيل الأعمال سواء فكرية أو جسدية، والعصبية وفقدان الصبر، والذاكرة الضعيفة، والكوابيس والأحلام مزعجة، والخوف.

استخدمت الريتالين من تلقاء نفسي فساعدني كثيراً في تحسين المزاج والتركيز وزيادة النشاط والحيوية، وذهاب الاكتئاب والقلق والتوتر، وأستخدمه عند الحاجة فقط، ومؤخراً أستخدم دواء زاناكس 5 ملغ.

أنا على معرفة واطلاع بعلتي، وأعمل على إصلاح المخاوف؛ لأنني أعتقد أنها السبب الرئيس في ظهور بقية الأعراض.

أحياناً يخرج عقلي عن السيطرة فلا أتمكن من تهدئة نفسي، خصوصاً إذا حلمت حلما مزعجا.

بالإضافة إلى العلاج السلوكي، أحتاج علاجا غير إدماني وسريع المفعول لاستخدامه عند الحاجة، أم تنصحوني بالرجوع لاستخدام الإنفرانيل؟ لماذا أثر بي الريتالين؟ هل تنصحوني باستعمال أدوية مشابهة له؟ وما هي؟ هل يمكن علاج المرض النفسي الوراثي؟ أريد التخلص من الخوف والخمول والكسل وضعف التركيز، وأريد نفس الشعور الريتالين؛ فأرجو مساعدتي بالنصائح الممكنة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

واضح أن كثيرا من الأشياء التي ذكرتها هي من سمات الشخصية، واستمرت معك لفترة طويلة، والقلق قد يكون سمة من سمات الشخصية ويستمر مع الشخص، وهنا إذا كانت سمات الشخصية القلق والعصبية الزائدة والحساسية المفرطة؛ فالعلاج الأمثل يكون بالعلاج النفسي وليس العلاج الدوائي، والعلاج السلوكي والعلاج النفسي التدعيمي هما من العلاجات التي تساعد في تغيير سمات الشخصية السالبة وتحويلها إلى سمات إيجابية.

قد يستعين الطبيب أحياناً ببعض الأدوية على حسب الأعراض، فإذا كانت هناك أعراض قلق فتعطى أدوية تساعد على القلق، وإذا كانت هناك أعراض اكتئاب فتعطى أدوية تساعد على الاكتئاب، وتكون مساعدة للعلاج النفسي، ولكن العلاج الرئيسي هو العلاج لنفسي، والأدوية دائماً التي تستعمل هي مضادات الاكتئاب من فصيلة الأس أس أر أيز مثل السيرترالين مثلاً 50 مليجراما؛ ليساعد في هذه الأشياء، 50 مليجراما ليلاً.

الريتالين -يا أخي الكريم- هو الآن يستعمل في حالتين فقط، يستعمل في النشاط المفرط عند الأطفال ويستعمل في ما يسمى بالناركروبسي أو حالات النوم التي لا تقاوم عند كبار السن، وهو طبعاً منشط وقد يكون استفدت منه بخاصية النشاط، فإذا كنت تعاني من اكتئاب فهو يعطيك شعور بالنشاط، ولكن هو كما ذكرت يؤدي إلى الإدمان، ولا أنصح به ولا بالأدوية التي تشابهه.

نعم الأمراض النفسية الوراثية يمكن علاجها، بل معظم هذه الأمراض النفسية يكون لها دور وراثي، ولكن هذا لا يمنع أن يعالج. كما ذكرت الريتالين يعطي شعور مؤقتاً بالنشاط والنشوة ولكن لا أنصح به، أنصحك بالعلاج النفسي السلوكي مع أدوية كما ذكرت مثل السيرترالين مثلاً كمثال أو السيبرالكس أو الباروكستين؛ كل هذه الأدوية من فصيلة الأس أس أر أيز لا تسبب الإدمان، وتساعد في علاج القلق والتوتر والاكتئاب، ولكن أهم علاج لك هو العلاج النفسي، ويجب أن يكون هذا العلاج النفسي مع معالج نفسي متمكن ويستمر لفترة من الزمن، حتى تتخلص من هذه السمات السالبة وتعيش حياة طبيعية.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً