الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ساعدوني، أعاني من وسواس الحمل وأنا غير متزوجة.

السؤال

السلام عليكم.

وزني 56 كلغ، وطولي 165 سم، قبل عدة أيام عملت فحصا وأكدت لي الطبيبة أن كل شيء على ما يرام، والآن فترة الدورة لدي، لكن أعاني من وسواس الحمل، ويزيد خوفي برؤية انتفاخ قليل وحركات في البطن، رغم أن الانتفاخ يختفي، فالطبيبة أكدت لي أنه فقط القولون، ولست متزوجة حتى إني أخاف التحدث عن موضوع الحمل أو رؤية النساء الحوامل، ولا أستطيع اللجوء إلى طبيب نفسي، فما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خولة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء.

نعم هذا النوع من الوسوسة موجود، وفيما سبق لديك استشارة أجابت عليها الفاضلة الدكتورة/ منصورة فواز، وأرجو أن تكوني قد استفدتِّ ممَّا ذكرته لكِ، وفي استشارة أخرى أيضًا وجَّهتْ لك نصائح طبية ممتازة، أرجو الأخذ بما ذكرته لك.

هذا النوع من الوسواس يتمّ التعامل معه من خلال تحقيره، وعدم الاهتمام به، وفي بعض الأحيان العلاج الدوائي يكون مطلوبًا، الأدوية مثل: (فافرين) والذي يُسمَّى علميًا (فلوفكسمين) يُعتبر علاجًا جيدًا، يُضاف إليه بجرعة صغيرة عقار يُسمَّى (رزبريادون)، يتمُّ تناوله بجرعة واحد مليجراما ليلاً لمدة شهرين مثلاً، أمَّا الفافرين فجرعته هي أن تبدئي بخمسين مليجرامًا ليلاً لمدة أسبوع، ثم تجعليها مائة مليجرام ليلاً، وتستمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض إلى خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة أسبوعين، ثم خمسين مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم تتوقفي عن تناول الدواء.

هذه الأدوية أدوية جيدة لتفكيك هذا النوع من الوسواس، لكن في ذات الوقت عليك بالاجتهاد التام بأن لا تتبعي هذه الأفكار، ولا تفحصي نفسك كثيرًا، انتفاخ البطن وخلافه والبحث عن علامات الحمل في الثديين، هذا أرجو ألَّا تدخلي في هذا النفق أبدًا، لأن الوسواس سوف تتأصّل، سوف تزداد، وتصل لمستويات صعبة في بعض الأحيان، ولنا تجارب كثيرة في هذا السياق.

حالتك نعتبرها حالة بسيطة، وأعتقد مُجرد التحقير وصرف الانتباه عن هذه الأفكار مع تناول الدواء الذي ذكرته لك سوف تُحلُّ المشكلة -إن شاء الله تعالى-.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً