الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحتاج علاجا للوسواس القهري، فما هو؟

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من الوسواس القهري منذ الصغر، وأستعمل الباروكستين جرعة 20 ملغ يوميا منذ خمس سنوات، وازدادت الوساوس بعد انتقالي لبلد آخر، راجعت الطبيب فرفع الجرعة إلى 30 ملغ، بالإضافة الإبيلفاي 5 ملغ، فتحسنت قليلا.

بسبب وفاة عمتي أحسست بالهلوسة والخوف من الموتى، فراجعت الطبيب مرة أخرى، فأوقف الباروكستين ووصف لي الإفيكسور، استعملته ثلاثة أشهر ولم أستفد، وازدادت الوساوس لدرجة لو كنت في الشارع أو مع الأقارب أحس أني سأقوم بإيذاء أحدهم أو قتله، مما جعلني حبيسة البيت.

راجعت الطبيب مرة ثالثة، وصف لي الباروكستين ولم أستفد منه، فحولني إلى البروزاك 20 ملغ ثم 40 ملغ، والزانكس والإبيلفاي 10 ملغ، وقد بدأت في العلاج، أفيدوني، هل العلاج صحيح؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور الهدى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فعلاً ما تعانين منه هو وسواس قهري اضطراري، واضح من وصفك لهذه الأعراض، وفي مجمل الأمر علاج الوسواس القهري الاضطراري هو بالأدوية مع العلاج السلوكي المعرفي، وهذا شيء مهمٌّ جدًّا، لكي تكون هناك استجابة لا بد من العلاج السلوكي المعرفي مع الأدوية، بل بعض الأطباء يقولون أن العلاج الأساسي للوسواس القهري هو العلاج السلوكي المعرفي والأدوية يكون دورها دورًا مساعدًا، وهذا شيء ضروري، فلا بد من علاج سلوكي -أختي الكريمة-.

أمَّا بخصوص الأدوية: فالأدوية المعروفة التي تكون ذات فعالية في علاج الوسواس القهري الاضطراري من فصيلة الـ SSRIS هي الـ (بروزاك) والـ (فافرين)، هذان الدواءان أثبتا أنهما أكثر فعالية في علاج الوسواس القهري، أو العلاج بمضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات فإن (الأنفرانيل) أثبت فعالية كبيرة في علاج الوسواس القهري الاضطراري، بل بعض الأطباء يضعون الأنفرانيل كالدواء الأول لعلاج الوسواس القهري القهري الاضطراري، ثم يأتي بعده الفافرين، ثم يأتي بعد الفافرين البروزاك، ثم السيرترالين، ثم الباروكستين.

وبخصوص الإبليفاي: فبعض الأطباء يرون أنه إذا تمّ إضافته مع مضاد للذهان بجرعة صغيرة لعلاج الوسواس القهري فإنه يحدث تحسُّنًا كبيرًا، والدواء الذي درج الأطباء على إضافته هو الـ (رزبريادون) واحد مليجرام مع أدوية الاكتئاب، فإنه يأتي بنتائج طيبة.

إذًا الأدوية ذات فعالية ذكرتُها لك - أختي الكريمة - ولكن أهم شيء هو مكوّن العلاج السلوكي المعرفي مع الأدوية لكي تتغلبين على هذا الوسواس القهري الاضطراري الذي أثّر على حياتك بصورة واضحة، ولا بد من علاجه حتى تعودي إلى حياتك الطبيعية.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً