الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما الحكمة من عدم مشيئة الله لتحقق شيء مباح؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

منذ فترة وأنا أحاول دراسة شيء ما يتعلق بمنهاجي باللغة العربية، ولكن في كل لحظة ووقت أرغب في دراسته يحدث لي عائقا، فإذا أردت دراسته على الإنترنت فجأة ينقطع لفترة، وعندما أريد شراء الكتب تختفي من الأسواق وتصبح غير موجودة، وعندما يتوفر الإنترنت أو الكتاب أنشغل مع أهلي بأعمال مهمة ولا أستطيع التخلي عنها، وأحيانا أشعر عندما أرغب بالدراسة لهذا الشيء بألم بالرأس وفتور وعدم الرغبة بالدراسة، مع العلم بأن الذي أريد تعلمه ليس حراما هو مجرد إعراب ونحو لا أكثر.

أدعو الله كثيرا منذ فترة أن أجد ما أريد من الكتب، وأن تصبح لي الرغبة بالتعلم، وأن لا يعيقني شيئا حتى لا تتدنى علاماتي لأجل هذه المادة، فأنا أشعر بأن مشيئة الله لا تريدني أن أتعلم هذا العلم، فلماذا وما الحل والحكمة؟!

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ diana حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا وأختنا الفاضلة- في موقعك، ونسأل الله أن يزيدك حرصاً وخيراً وشكراً على السؤال، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لك ما فيه النفع لك ولأمتك، وأن يكتب لك السعادة والنجاح والآمال.

كوني صاحبة همة عالية، وكرري المحاولات، وتوجهي قبل ذلك وبعده للموفق رب الأرض والسموات، واعلمي أن على الإنسان أن يسعى ويبذل الأسباب ثم يرضى بما يقدره الله، وثقي أن الذي يقرره الله لك خير مما تختاريه لنفسك، واعلمي أن لكل أجل كتاب، وأن من واجبنا أن نعمل، وكل ميسر لما خلق له.

أما بالنسبة للحكمة من الذي يحصل معك فلا يعلمها إلا الحكيم سبحانه، ولكننا نؤكد لك أن في كل ذلك خير، ولو كشف الحجاب لما تمنى الناس إلا ما قدر لهم كما قال الفاروق عمر -رضي الله عنه-، أما عمر بن عبد العزيز فكان يقول: (كنا نرى سعادتنا في الذي يقدره الله)، وأنت -ولله الحمد- تشتغلين بالخير، وسوف تؤجرين على بذل الأسباب فاحتسبي واجعلي نيتك لله حتى تربحين في كل الأحوال.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونوصيك بالقيام بما عليك ثم الرضى بما يقدره الله، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يقدر لك الخير ثم يرضيك به ونكرر الترحيب بك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً