الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أرى الحياة بسوداوية بسبب ما عانيت في صغري.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا من أشد المتابعين لموقعكم لثقتي الكبيرة في آرائكم وسدادها، وكنت أتمنى أن تجيبوا على سؤالي.

أنا طالب في السنوات الأخيرة من طب الأسنان، عندما كنت صغيرا تعرضت للتنمر ومحاولات الاغتصاب والتحرش بسبب بدانة جسدي، فكنت مطمعا لكثير من الرجال، وهذا أثر على شخصيتي وطبيعتي؛ فأصبحت انطوائيا جدا لا أتكلم مع أحد ما لم يسألني، وعندي حياء شديد، وعدم ثقة بالنفس، لدرجة أنك تظن أني بنت!

أذكر عندما كنت صغيرا شكوت لأبي ما يحدث معي من الناس، منعني من الخروج، والتعامل مع الناس، وعندما دخلت الثانوية العامة قررت دخول التخصص العلمي قسم الرياضيات لأتمكن من دراسة هندسة الحاسوب، ولكن والدي رفض بشدة، ثم وافق، وعندما وافق تراجعت عن الأمر؛ لأني أخاف أن أفشل في هذا المجال.

الآن أعيش حياة سوداء، وأرغب في دراسة الهندسة بشدة بعدما فشلت في طب الأسنان؛ فأنا رسبت بضع سنين، فما الحل لشخصيتي الانطوائية؟ وما الحل في دراستي؟

علما بأن أمامي سنتين على التخرج، ولا تنصحوني بالرياضة؛ لأني أصبت بانزلاق غضروفي في الفقرات القطنية، وعند أول مجهود أقوم به يعود الألم كما كان، ومن الممكن أن يسوء.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك -إننا الكريم الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والثناء والمتابعة لموقعك، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يرفع درجتك، ونحن نبشر بك وبأمثالك، ونسأل الله أن يكتب لك العافية، وأن يملأ نفسك ثقة وإيمانًا، وأن يوفقك ويحقق لك الآمال.

أرجو أن تجتهد في طي صفحات الماضي، وكن مع الله ولا تبالي ولا تتوقف عند الذي حصل في الطفولة، واستأنف حياتك بأملٍ جديدٍ وبثقةٍ في ربنا المجيد.

وإذا كان والدك قد منعك من الاختلاط بالناس في الصغر فلا تحرم نفسك الآن من صحبة الصالحين، وابدأ البحث عنهم في بيوت الله وفي مواطن الخيرات.

أمَّا بالنسبة لموضوع الدراسة فالمهم هو أن تقرر عدم التوقف مهما حصل، وإذا كان هناك مجال للإكمال في نفس المجال فهذا جيد، وهو الأصل. وإذا لم يكن ذلك ممكنًا لأسباب خارجة عن إرادتك فشاور من تعلمت منهم، ومَن هم أعرف بمستواك، ثم تشاور مع والدك، واحرص على صلاة الاستخارة التي فيها طلب الدلالة إلى الخير ممَّن بيده الخير.

وننصحك بطرد فكرة الإحساس بالفشل أو الخوف من الفشل، فأنت ولله الحمد تملك قدرات وملكات، ولولا ذلك لما وصلت للمراحل الجامعية، فاحرص على تنظيم جدولك، وانتظم في دروسك، واطلب مساعدة المحيطين بك، وتعرَّف على مواطن الضعف عندك وقبلها نقاط القوة، ولا تحاول ممارسة أي رياضة أو عمل يمكن أن يزيد المرض أو يؤخّر الشفاء منه.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، واعلم أن المؤمن الذي يُخالط الناس ويصبر خير من الذي لا يُخالط ولا يصبر، وتذكّر أن المخاوف في إقرار الاختلاط قد زالت، وأنت تعرف مصالحك وتستطيع الدفاع عن نفسك، فاخرج من قيود الماضي وتوكّل على الله واستعن به سبحانه.

ونسأل الله أن يكتب لك التوفيق والنجاح.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً