الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي لا ينفق علي ويدخر للمستقبل، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

زوجي يصلي ويؤتي الزكاة وملتزم بأركان الإسلام، ولكن لا يراعي الله في تعامله معي، ما هي حقوقي عند زوجي؟ وما هي التزاماته؟

أنا مقيمة في السعودية، وهناك رسوم لي ولأبنائنا، هل من حقه أن يجبرني أن أرجع إلى بلدي؟ علماً بأنه يستطيع دفع الرسوم، ولكنه يريد أن يوفر الأموال كمدخرات في المستقبل، وأنا حامل وعندي طفل رضيع، وأمي متوفية، ولا يوجد من يساعدني في تربية الأطفال، وأيضا لا يوفر لي طلباتي، ويجبرني أن أدفع من مالي الخاص، فهل هذا من حقه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمود حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -أختنا وبنتنا- في موقعك، ونشكر لك ذكر إيجابيات زوجك، ونسأل الله أن يصلح الأحوال، وأن يهدي النساء والرجال، وأن يحقق لنا ولكم السعادة والآمال.

لا شك أن الإنفاق على الأسرة واجب على الزوج، وإذا ساعدته الزوجة في ذلك فهذا لون من حسن المعاشرة، والإنفاق على الأسرة مربوط بالاستطاعة كما جاء في كتاب ربنا (لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه..) (لا يكلف الله نفساً إلا ما آتاها..)، وأرجو أن يعلم جميع الأزواج أن أفضل دينار هو ذلك الذي ينفقه على أهله.

أما بالنسبة لمسألة وجودكم معه: فهذا هو الأصل، وإذا كانت هناك ظروف تستدعي غير ذلك فلا بد أن يكون تشاور وتفاهم بينكما، ونحن نؤكد أن حاجة الأبناء لوالدهم أكبر من حاجتهم للدراهم والدنانير رغم أهمية الأموال، ونتمنى أن تجعلي المدخل للنقاش هو هذا الجانب، ولا نفضل الحديث عن الذي يرسله لأهله خاصة إذا كان منهم قرابة من الدرجة الأولى ممن يجب عليه الإنفاق عليهم.

وليس له أن يجبرك على الدفع من مالك الخاص، ولكننا ندعوك إلى عدم دفعه لإجبارك وذلك بالمبادرة والمساهمة من تلقاء نفسك؛ لأن الذي بينكما أكبر من كل أموال الدنيا، ولا يخفى على أمثالك أهمية الادخار وتجنب الإسراف حتى لو كانت الأموال متوفرة، وحسن التدبير نصف المعيشة، ونتمنى أن ترتبا أولوياتكما كأسرة وتتحاورا بمنتهى الهدوء وتدرسا أي قرار قبل اتخاذه.

هذه وصيتنا لكم بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولكما التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً