الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعيش هم الغربة وعدم الرغبة في التخصص لأجل أهلي!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالبة جامعية، دخلت جامعة بعيدة عن أهلي، وأسكن في سكن الطالبات، دخلت التخصص عن رغبة، لكنني اكتشفت أن التخصص لا يناسبني، ولا يناسب رغبتي.

أرغب بالخروج من الجامعة هذه والعودة للجامعة القريبة من أهلي، وأعاني من الغربة، لكن والدي يرفض عودتي، ويريدني أن أكمل في هذه الجامعة حتى لا تضيع علي سنة دراسية.

أرغب بالعودة، والسنة المقبلة سوف أسجل بالجامعة القريبة من أهلي، فماذا أفعل؟ هل أكمل الدراسة في الجامعة البعيدة عن أهلي، وأعيش في هم وحزن إرضاءً لأهلي، أم أعود وأسجل السنة المقبلة في الجامعة القريبة وأحقق رغبتي؟

أنا في حيرة تامة، لا أقدر على تحمل الغربة، ولا أرغب بالتخصص، لكنني أحاول إرضاء أمي وأبي فقط.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نهى حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل أن ييسر أمرك ويوفقك لما يحب ويرضى.

حاولي أن تقنعي والدك بالموضوع من خلال الحوار الهادئ معه، وبيان المصالح المترتبة على تغييرك للتخصص، وإشعاره بما تعانيه من هم وقلق بأسلوب مليء بالمشاعر والحنان والرقة، وأتوقع أن والدك سوف يقتنع إذا استخدمتِ معه الأسلوب المناسب ، فإن لم تستطيعي إقناعه مباشرة لسبب أو لآخر اطلبي من والدتك أن تقنعه بأسلوب هادئ غير مستفز له، وإشعاره أنه صاحب القرار، فإن تعذر على أمك ابحثي عن أحد من أقاربك، أو شخص يثق فيه والدك، ويشرح له الأمر ليقوم بإقناعه -وإن شاء الله- يقتنع.

وفي حالة أصر على رأيه ولم يقتنع؛ حاولي أن تقنعي نفسك بالصبر والتحمل، وإكمال السنة، ثم الانتقال من الجامعة إلى غيرها، نزولا عند رغبة والدك وعدم عصيانه؛ ومحتسبة أجر البر والطاعة له.

وغالبا السنة الأولى تكون موادها متطلبات عامة غير تخصصية، تتشابه من جامعة إلى أخرى، ويمكن الاستفادة منها في التخصص الجديد، كما ننصحك لتخفيف غربتك عن أهلك وذهاب حزنك وهمك أن يكون أنيسك ورفيقك هو القرآن الكريم، قراءة وتدبرا، والذكر والتسبيح (ألا بذكر الله تطمئن القلوب)، والبحث عن رفقة صالحة من الأخوات لتخفيف غربتك ومؤانستك فيها، وتشجيعك على الخير والطاعة، واحرصي على الطاعة والاستقامة، فكلما كان الإنسان قريبا من الله؛ كلما كان منشرح الصدر، مطمئن النفس، وكلها أيام وتنتهي.

وفقك الله وأصلح حالك ويسر أمرك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً