الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تفقد الناقلات العصبية استجابتها وتقاوم الأدوية؟

السؤال

السلام عليكم

دكتوري الكريم محمد عبد العليم، أتمنى أن تكون بأتم صحة وعافية.

لدي تاريخ طويل مع الاضطراب النفسي، واستفساري عن ظاهرة تسمى: Antidepressant treatment tachyphylaxis (ADT tachyphylaxis), also known as Prozac poop-out، تفقد الناقلات العصبية استجابتها وتتبلد وتقاوم الأدوية، وأنا خائف من أنها أصابتني، في السابق كنت أستجيب بشكل رائع، أما الآن فلا، وهذا أمر مخيف، وأوقفت الأدوية الآن لفترة راحة، وأتناول المكملات الآتية:
l-tryptophan 1000MG
GABA 750MG

لا تحرمني من رأيك الكريم، وشاكر لك جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طارق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذه الظاهرة والتي أحب أن أسمّيها (ظاهرة الإطاقة لمضادات الاكتئاب) معروفة وموجودة، لكن في حقيقتها العلمية قد تُصيب القليل جدًّا من الناس، وأعتقد أنه من الخطأ أن نقول إن هذه الظاهرة أصابت إنساناً لم يكن منتظمًا في علاجه، لأن عدم الانتظام المطلق في تناول مضادات الاكتئاب وبالجرعة الموصوفة وللزمن المطلوب هذا في حدِّ ذاته قد يؤدي إلى نوع من عدم الاستجابة أو تبلُّد الاستجابة لمضاد الاكتئاب، إذاً هناك قلة قليلة جدًّا نستطيع أن نقول إنها قد تُصاب بهذه الظاهرة، ولم يُوجد لهذه الظاهرة تفسير.

هناك عدة تفسيرات، أهمها طبعًا ما يُسمَّى (ظاهرة التحمُّل) وهي ظاهرة فسيولوجية طبيعية، ومضادات الاكتئاب لم تكن تتميز بهذه السمة، لكن المحدثات العلمية أوضحت أن هذا قد يحدث أيضًا في مضادات الاكتئاب، الظاهرة أيضًا تحدث في أدوية أخرى كثيرة، ليس مضادات الاكتئاب فقط.

أنا أعتقد أن من المهم جدًّا أن الإنسان إذا بدأ أي دواء – خاصة مضادات الاكتئاب – يجب أن يلتزم بالتعليمات الطبية الخاصة بالدواء وجرعته ووقت تناوله ومدة تناوله بصورة صارمة جدًّا، هذا – أخي الكريم – مهمٌّ جدًّا، وسبب آخر: ربما يكون عدم التزام بعض الإخوة والأخوات بالتعليمات السلوكية الأخرى، خاصة التعليمات السلوكية المعرفية، والتواصل الاجتماعي، والالتزام بالدين.

هذه – أخي الكريم – أنا أعتبرها أُسسًا علاجية ضرورية وداعمة للأدوية، وكما نعرف – وكما هو مُثبت – أن العلاج المعرفي السلوكي المنضبط والفعال يؤدي إلى تغيرات في بعض أجزاء الدماغ، هذا قد أُثبت – أخي الكريم – بمعنى أن نفس التغيرات التي قد تنشأ من تناول الأدوية – وهي تغيرات إيجابية – قد تنشأ فقط من تلقي العلاج السلوكي.

إذاً العلاجات السلوكية مهمّة، والعلاجات الاجتماعية مهمَّة، والعلاجات الإسلامية – العلاج بالالتزام بالدين – قطعًا داعمة للإنسان خاصة في علاج الاكتئاب.

الدواء الذي يُسمَّى (أجوميلاتين Agomelatine) ويسمَّى تجاريًا (فلادوكسان Valdoxan ) - وهو أحد مضادات الاكتئاب – يُقال إنه الدواء الذي لا يُسبب هذه الظاهرة، أو هذه الظاهرة ليست واردة في حالة تناول هذا الدواء بالتزام، لكن الدواء جديد نسبيًّا، ولم يُجرَّب كثيرًا، فقد يكون أيضًا من الحكمة ألَّا نأخذ هذا القول على الإطلاق، أي أن هذا الدواء ليس من سماته التحمُّل بأي حال من الأحوال.

أنت – أخي الكريم – الآن أوقفت الأدوية، وتتناول التتروفان tryptophan ، طبعًا التتروفان أثار ضجة كبيرة قبل ثلاثين عامًا كدواء داعم في علاج الاكتئاب، ونعرف أنه مهمٌّ في تكوين السيروتونين، لكن هناك الآن من يُشكك في فعاليته.

عمومًا إن كنت مستفيداً منه فواصل في تناوله أخي الكريم، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً