الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من صداع مستمر بسبب التزاماتي المالية الكثيرة، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم

أنا بعمر 33 سنة، أعاني من الصداع دائما في الجزء الأيسر، ولا أستطيع النظر للإضاءة ولا سماع الضوضاء، ونفسيتي سيئة، وعصبي، وقد فقدت مصدر دخلي.

فحصت لدى أكثر من طبيب أنف وأذن، وكانت النتيجة سليمة، وفحصت المخ والأعصاب، ووصفوا لي حبوب السيرليفت والإميجران، لكن الصداع مستمر، والضغط مرتفع، وأتناول حبوب كنكور 5، وقد مررت بظروف مادية سيئة، وقد بنيت بيتا، وحاليا في مرحلة تأثيث الشقة، وأجهز مستلزمات الزواج وهذه الالتزامات صعبة علي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ali حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إذا نظرت لحياتك بدقة ستجد أن إيجابياتك كثيرة جدًّا، أفضل من غيرك في كثير من أمور الحياة، فلا تركز على السلبيات، وركّز على الإيجابيات، أنت الحمد لله الآن أكملت بناء البيت، وتُجهّز في أثاث وعفش الشقة، وفي طريقك للزواج الذي أسأل الله تعالى أن يتمُّه لك على خير وبركة، وأن يجعله لكما مودة وسكينة ورحمة.

الصداع الذي تعاني منه يظهر أنه صداع نصفي - أو ما يُعرف بالشقيقة - وهو بالفعل يؤدي إلى اضطراب متقطّع في الإبصار، ويؤدي إلى أن الإنسان لا يتحمّل الضوضاء، لذا وجدنا أنه من أفضل علاج هذه الحالات هو تطبيق التمارين الاسترخائية، هنالك أنواع عدة أنواع من هذه التمارين التي من خلالها يستطيع الإنسان أن يسترخي نفسيًّا وجسديًّا، ومن خلال التأمُّل والتدبُّر تتحسَّن أحواله كثيرًا.

يوجد أيضًا نوع من الاستشعار البسيط عن طريق يُسمَّى جهاز التغذية الراجعة، هذا يتواجد عند بعض الأطباء النفسيين أو أطباء الأعصاب، ومن خلاله يتكيّف الإنسان ويتوائم مع الصداع النصفي.

حاول أن تعرف الأطعمة والأغذية التي يمكن أن تُثير هذا الصداع، مثلاً المكونات الغذائية التي تحتوي على مادة الكافيين أو التريرامين، كثيرًا ما تُثير هذا النوع من الصداع، لذا تجنُّب الأجبان، وعدم الإكثار من القهوة، وتجنب الشكولاتة، والبيبسي والكولا، قد يكون علاجًا وقائيًا ممتازًا -أخي الكريم-.

مارس الرياضة، وحاول أن تعبّر عن نفسك، لأن ذلك يُقلِّل الاحتقان النفسي، حيث إن الاحتقان النفسي يؤدي إلى التوترات النفسية الوجدانية والعصبية الداخلية، وهذا ينتج عنه إثارة الصداع النصفي، إذًا هذه تحوّطات حياتية مهمّة جدًّا بالنسبة لك.

أمَّا العلاج الدوائي فالـ (كنكور Concor) علاج جيد، ويفضّل أن يُضاف له عقار (توباماكس Topamax) والذي يُعرف علميًا باسم (توبيرامات Topiramate)، دواء ممتاز جدًّا لعلاج الصداع المزمن النصفي، خاصة حين يُستعمل مع أحد الأدوية التي تنتمي لمجموعة ما يُعرف بـ (كوابح البيتا)، والكنكور هو أحد هذه الأدوية.

أنا لا أعرف إن كنت تحتاج للكنكور بجرعة خمسة مليجرامات يوميًا، أراها كبيرة بعض الشيء، ويمكن أن تؤدي إلى انخفاض في الضغط، معظم الناس يستفيدون من جرعة 2,5 مليجرام، لكن هذا الأمر أتركه لك لتراجعه مع طبيبك.

أيضًا مُحسِّنات المزاج البسيطة ستفيدك، أن تتناول دواء مثل الـ (استالوبرام Escitalopram) بجرعة خمسة مليجرامات يوميًا - أي نصف حبة - لمدة شهر، ثم تجعلها عشرة مليجرامات يوميًا لمدة شهرين، ثم تجعلها خمسة مليجرامات يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسة مليجرامات يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناول هذا الدواء؛ ذلك أيضًا سوف يفيدك كثيرًا.

إذًا - أخي الكريم - أرجو أن تأخذ هذه الإرشادات النفسية، وتسعى لتطبيقها، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بها.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً