الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يمكن إقناع الزوج بإشباع الجانب العاطفي للزوجة؟

السؤال

السلام عليكم.

أريد حلا لمشكلة عدم الإشباع العاطفي للزوجة، مع العلم أنه لا يوجد أية إهانات أو ضرب أو سوء أو عدم إنفاق أو عدم معاشرة، ولكن مجرد الجانب العاطفي مهمل من الزوج للزوجة، والزوجة ترى أنه أهم شيء هذا الأمر، وهو يرى أنه شيء عادي تركه، ولا يوجد في الدين ما يحث على الاهتمام به، والزوجة في عمر 35 عاما، وترى أنها في 50 من عمرها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Salma حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً وسهلاً ومرحباً بك – أختي العزيزة – في الموقع، أسأل الله أن ينفع بنا وينفعك ويصلح أمورنا عامة ويرزقنا التوفيق والسداد والصبر والصواب والرشاد.

- يجب أن ندرك أن كثيراً ما يجهل الأزواج حاجة أزواجهم من الإشباع العاطفي، وكونه من أهم أسباب ومرتكزات نجاح العلاقة الزوجية والاستقرار الأسري والسكن والمودة والرحمة (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ..).

- ويمكن معالجة المشكلة بالطرق التالية:
1- تذكّري أن الحياة الدنيا لاسيما الحياة الزوجية طُبعت على المتاعب والمشكلات، وفضل الصبر على البلاء والشكر للنعماء والإيمان بالقدر والرضا بالقضاء.
2- احذري من المبالغة في القلق والضيق والتوتر والدخول مع زوجك في شجار والمبالغة معه في العتاب.
3- مما يسهم في تخفيف حدّة غضبك وحزنك استحضار الإيجابيات الطيبة لدى زوجك، وكونه لم يتعمد الإساءة إليك، وكون هذا الخلل في الإشباع العاطفي ليس دليلاً على عدم محبته لك، بل هو خلل ظاهري لا باطني، كما وأن هذا الخلل ليس في كامل صورِه وإنما في بعض جوانب الحياة الزوجية فقط، وإدراك أن هذا الخلل نتيجة تربية أسرية أو نفسية تحتاج إلى مراجعة ونُصح، واحذري أن تبالغي في النجاح الكامل لإصلاح زوجك وتقويم خطئه؛ حتى لا تصابي بخيبة الأمل، وتذكري أن الخطأ والعيب والنقص والضعف والعجز من طبيعة الحياة البشرية، فلا يخلو من العيوب أحد مما قل منها أو كثُر والله المستعان.
4- تقربي من زوجك وصادقيه وصارحيه بهدوء ولطف ورفق وحكمة.
5- احرصي على التحبب لديه بالتجمل والزينة والرائحة الطيبة وحسن الكلام والحوار معه لاسيما فيما يهمه من الأمور ومناقشة أمور عمله ومساعدته في تنمية إيجابياته وتجنب سلبياته بلطف؛ الأمر الذي يستلزم منك توسيع دائرة ثقافتك واطلاعك ومهاراتك العلمية والعملية.
6- احرصي على أن توفري في نفسك القدوة الحسنة في حسن دينك وخُلقك وسلوكك ومعاملتك والتزامك للصبر والحِلم والعبادة والذكر والطاعة لله تعالى ولزوجك.
7- احرصي على شكر زوجك على إيجابياته مع بعض عتابٍ لطيف على تركه التلطف معك ومدحك والتعبير الجميل عن مدى محبته لك، وبيان أهمية ذلك بالنسبة للزوجين والزوجة خاصة.
8- وفّري في نفسك القدوة الحسنة أولاً في الإشباع العاطفي لزوجك بمبادلته التقبيل والاحتضان والطرفة، وتوفير الراحة والنوم له.
9- اللجوء إلى الله تعالى بكثرة الذكر والطاعة والدعاء.

أسأل الله تعالى أن يفرج همك ويكشف غمك وييسر أمرك ويجمع شملك وزوجك على محبة وخير وسعادة في الدنيا والآخرة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • البحرين الحائرة

    جزاكم الله خيرا على الاجابة على الاستشارة واشكركم على الاجابة الدقيقة لكل كلمة في محتوى السؤال جعله الله في ميزان حسناتكم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً