الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي نبض زائد في القلب، فهل أعتبر مريضة بالقلب؟

السؤال

السلام عليكم

أشكو من نبض زائد في القلب، وارتفاع صوت الخفقان، عملت إيكو وتخطيطاً للقلب، وكانت النتيجة سليمةً، علماً بأن لدي شكوى سابقة، من ألم قديم في كتفي الأيسر، يصاحبه صداع في الجزء الأيسر من الرأس، والرنين لفقرات الرقبة، والظهر كان سليماً.

كما يحدث لي ضغط في الأذنين، مع الشعور بثقل لفترات بسيطة في جلد الوجه من الصدغين حتى أسفل الخدين، أظهرت نتيجة التحاليل نقصاً لفيتامين دال 17، واضطراباً بسيطاً في الغدة الدرقية.

علماً بأن وضعي النفسي سيء، والوسواس سيطر على تفكيري بأنني مريضة قلب، فماذا أفعل، وهل هي حالة نفسية فقط؟

أفيدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

ليس معنى أن لديك خفقاناً أو تسارعاً في نبض القلب أنك مريضة قلب، والدليل أنك لست مريضة قلب في السابق، والتخطيط سليم، وهناك أمراض كثيرة لا علاقة لها بالقلب تؤدي إلى الخفقان، مثل فقر الدم وحالة التوتر والقلق والوسواس التي تسيطر عليك.

من المهم جداً أن يكون لديك قناعة وعلم أن الشباب والفتيات في عمر الثلاثينات، ما لم يكن لديهم أو لديهن أمراض قلب خلقية منذ الولادة، أو أصيبوا بالحمى الروماتزمية في مرحلة الصبا التي تؤثر على عضلة القلب والمفاصل في حياتهم؛ فإن كل النغزات في الصدر وتسارع نبض القلب وألم العضلات لا علاقة لها بأمراض القلب، وكل ما يحدث هو حالة من الخوف تؤدي إلى ارتفاع هرمون الأدرينالين الذي يؤدي إلى تسارع نبض القلب، وإلى الرجفة أحياناً.

فحص الهرمون المحفز TSH للغدة الدرقية الطبيعي يتراوح ما بين 0.45 إلى 4.5، وما قل عن 0.3 يعتبر نشاطاً في وظائف الغدة، وما زاد عن 4.5 إلى 10 يعتبر مرحلة ما قبل الكسل، وما زاد عن 10 مع نقص في هرمونات الغدة FT4 & FT3 ذاتها يعتبر كسل في وظائف الغدة، ومن المعروف أن النشاط الزائد في وظائف الغدة يؤدي إلى تسارع نبض القلب.

كذلك فإن فقر الدم يؤدي إلى الخفقان، كما أن التوتر والقلق والوسواس يؤدون إلى الخفقان؛ ومما قد يفيدك في التخلص من نغزات عضلات الصدر والخفقان تناول أحد مقويات الدم لمدة شهرين إلى 4 شهور، كما يجب أخذ حقنة فيتامين D جرعة 600000 وحدة دولية، ثم تناول كبسولات فيتامين D الأسبوعية جرعة 50000 وحدة دولية كبسولة واحدة أسبوعياً، لمدة 12 أسبوعاً.

مع أهمية أخذ حقن فيتامين ب المركب المغذية للأعصاب Neurobion في العضل يوماً بعد يوم عدد 6 حقن، مع الحرص على الإكثار من الحليب وتناول منتجات الألبان؛ لأنها المصدر الأساسي لعنصر الكالسيوم، مع إمكانية تناول كبسولات celebrex 200 mg مرتين يومياً لمدة 10 أيام، مع تناول حبوب أو كبسولات باسط للعضلات مثل: muscadol أو myolgin وذلك لعلاج الألم والنغزات، ثم عند اللزوم بعد ذلك.

يمكن علاج التوتر والوسواس القهري والوضع النفسي السيء، وبالتالي التخلص من سبب مهم جدا للخفقان من خلال زيارة طبيب نفسية وعصبية؛ لمعرفة طبيعة المرض وكيفية التعامل معه، ويمكنك البدء مباشرة في تناول حبوب cipralex 10 mg التي تساعد في ضبط مستوى هرمون سيروتونين في الدم، وتحسن الحالة النفسية والمزاجية، حيث نبدأ بجرعة 10 مج لمدة شهر، ثم جرعة 20 مج لمدة 10 شهور، ثم جرعة 10 مج مرةً أخرى لمدة شهر، ثم توقفي عن العلاج.

وهناك بديل جيد، وهو كبسولات بروزاك prozac يمكنك تناول جرعة 20 مجم لمدة شهر، ثم 40 مجم لمدة 10 شهور، ثم العودة لجرعة 20 مج لمدة شهر، ثم التوقف عن تناول تلك الأدوية.

مع ضرورة ممارسة رياضة المشي وتغيير الروتين اليومي، والمشاركة في المناسبات الاجتماعية مع الأسرة والمجتمع المحيط، مع المصالحة مع النفس، وتغذية الروح كما نغذي الجسد من خلال الصلاة على وقتها، وبر الوالدين، وقراءة ورد من القرآن، والدعاء والذكر، كل ذلك يحسن الحالة المزاجية ويصلح النفس مع البدن، ويبعد عنك الوساوس المرضية إن شاء الله.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً