الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تغير سلوك زوجتي وأصبحت تتكلم مع زملائها وتريد الطلاق!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

زوجتي تصغرني بسنة، وبدون سبب تغيرت معاملتها بسبب خوفي عليها ومحاولتي ضبط تصرفاتها غير المسؤولة، ووصل الحال بها للكلام مع زملاء العمل من الرجال مع رفضي، حتى وصل الحال لطلب الطلاق بسبب تقييدي لها.

مع العلم أني أحبها وأخاف أن أتركها فتضل السبيل، كيف أقومها؟ أو ما رأي الدين في طلب الطلاق ذلك؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ كريم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يؤلِّف القلوب، وأن يُصلح الأحوال، وأن يُقدّر لك الخير والسعادة والألفة والآمال.

نحن نشكر لك الغيرة على زوجتك، ونحيّي حرصك عليها وخوفك عليها، ولكننا ندعوك إلى أن تشعرها أنك تخاف عليها لأنها -ونحن- في حاجة إلى أن نثبت لنسائنا وزوجاتنا أننا نحبهن ونثق فيهنَّ، ولكننا لا نثق في كل الناس، بل إننا نتقيّد بشريعة خالق الناس: {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}، وهو سبحانه من حدد الضوابط التي ينبغي أن تكون بين الرجال والنساء، والشريعة تُباعد بين أنفاس الرجال وأنفاس النساء، حتى عندما يكونون في محراب الصلاة، والشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، ونحن بحاجة إلى تصحيح المفاهيم وبيان الحقائق في زمن يتشدّق فيه أهل الجهل بما يُسمَّى بالحرية دون أن يعرفوا حدودها وضوابطها.

وسوف نسعد بتواصلك وتواصلها مع الموقع حتى نعرف وجهة نظرها، فشجعها على التواصل، واستمر أنت أيضًا في توضيح ما يحصل حتى نتمكَّن من فهم وتصور الموضوع، فالحكم على الشيء فرع عن تصوره.

ونحن إذ نشكر لك رغبتك في التمسك بها ندعوك إلى إشعارها بثقتك واهتمامك وحبك، وعليها أن تعلم أن الشرع يُحذر من طلب الطلاق من غير بأس، والطلاق لا يُفرح سوى عدونا الشيطان، وعليكم أن تتذكروا أن الأمر يحتاج إلى دراسة متأنية وتفاهم بإبعاد شبح الطلاق.

وهذه وصيتنا للجميع بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يوفقكم ويؤلف بين قلبك وقلبها، وأن يلهمكم السداد والرشاد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً