الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخي انغلق على نفسه وأصبح انطوائيا، ولا يرى نفسه مريضا!

السؤال

السلام عليكم.

لدي أخ يبلغ من العمر 33 سنة، متزوج، لا يخرج من غرفتة لحوالي شهرين إلى ثلاثة، مع انطواء تام، وعدم الاعتراف بوجود مشكلة.

أرجو أن تعينوني على حل ما بخصوص حالته، مع مراعاة ثلاثة أمور:

- تطور حالته سلبيا يوما بعد يوم.
- رفضه الاعتراف بمرضه، ويعتبر نفسه طبيعيا ولا جواب له إلا بأنه ليس مريضا.
- تمنعه الشديد من الذهاب للطبيب، وتثاقل الصلاة عليه بشكل ألحظه فيه رغم محاولاته.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رياض حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالانقطاع والانعزال الاجتماعي له عدة مسبِّبات، لكن حين يكون بهذا التسارع والشدة – كما هو في حالة هذا الأخ شفاه الله وعافاه – ربما يكون السبب نفسيا، الاكتئاب النفسي الشديد والمُطبق قد يؤدي إلى انعزال اجتماعي، قد يؤدي إلى فقدان الرغبة، قد يؤدي إلى حتى التثاقل عن الصلاة، في بعض الأحيان أيضًا الأمراض الذهانية قد تؤدي إلى مثل هذه الحالة، فإذًا السبب غالبًا يدور في المحور النفسي.

هذا الأخ لا بد أن يُساعد، ولا بد أن يذهب إلى الطبيب، أنا أعتقد أن دافعيته مفقودة حتى للدرجة التي تجعله لا يرغب في الذهاب إلى الطبيب.

من الوسائل الطيبة والإيجابية والتي -إن شاء الله- تقنعه بأن يذهب إلى الطبيب هو أن يتحدّث معه شخص واحد، الشخص الذي نعتبره قريبًا له أكثر من الآخرين، وينصحه بأن يحتاج لفحوصات طبية، يُقنعه بأنه يظهر عليه الإجهاد الجسدي والإجهاد النفسي، وبهذه الكيفية يمكن إقناعه، لكن إذا اندفع كل أفراد الأسرة للحديث معه هذا قد يجعله يفتقد الرغبة في الذهاب إلى الطبيب، نحن دائمًا ننصح الأُسر بتحديد شخص واحد فقط ليتواصل مع هذا الأخ ويقنعه بالذهاب إلى الطبيب.

وفي بعض الأحيان الشخص المُؤثّر قد يكون طفلاً، قد يكون صديقًا، ليس من الضروري أن يكون الأب أو الأم مثلاً، وإن كان الأب والأم قطعًا الإنصات إليهم أولى وأفضل.

إمام المسجد أيضًا كثيرًا ما يكون ذا أثر إيجابي في هذه الحالات، فهذا الأخ إن كان يتعارض أو لديه تواصل مع إمام مسجدٍ يمكن أيضًا أن يُساعده لإقناعه في الذهاب إلى الطبيب، وإن شاء الله تعالى يقتنع ويذهب معكم للعلاج.

أمّا عدم اعترافه بأنه مريض فهذا يتوافق تمامًا مع الاكتئاب النفسي الشديد أو مع الأمراض الذهانية، خاصة ما يُسمَّى بالاضطرابات الذهانية السلبية كمرض الفصام السلبي، لا أريد حقيقة أن أضع تشخيصات مُعيّنة على هذا الأخ، لكن رأيتُ فقط أن من الواجب أن أُطلعك على الاحتمالات الموجودة، من حيث التشخيصات النفسية التي قد تنطبق على هذا الأخ، وأبشرك أن وسائل العلاج الآن أصبحت مُتاحة وكثيرة، وتوجد أدوية كثيرة فعّالة ومفيدة.

أسأل الله تعالى لهذا الأخ أن ينتفع بالعلاج.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً