الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحلام اليقظة المرضية تعاودني بعد ترك العلاج!

السؤال

أنا فتاة أبلغ من العمر 24 عاما، حاصلة على مؤهل جامعي.

منذ أن كنت في العاشرة من عمري وأنا أعاني من مشكلة أحلام اليقظة المرضية، هي أصبحت لدي مثل الوسواس، فأنا أتخيل نفس الموقف لعشرات المرات إلى جانب أنني أتذكر دائما المواقف السيئة باستمرار، وهذا الأمر يرهقني نفسيا وجسديا، فالمشكلة الأكبر لدي أني أتفاعل مع هذه الأحلام بتعابير وجهي وبالكلام والحركات وأنا بمفرد.

ذهبت للطبيب النفسي وشخص حالتي بأن لدي اضطرابات بسيطة في الشخصية، وكتب لي فافرين، ودواء امبريامين، في البداية تحسنت كثيرا، ولكن بدأت أعاني من نوبات غضب عنيفة وقلق زائد، وتسببت لي في مشاكل مع من حولي، فكتب لي على مهدئ موتيفال، ومع الأسف حدث عندي تهيج في العصب السابع، ثم رجعت مرة أخرى لأخذ العلاج ولكن بجرعات أخف.

خفت لدي أحلام اليقظة، ولكني كنت أعاني من العصبية الزائدة والقلق، وأثرت على جانبي الاجتماعي، وتوقفت عن أخذ هذه الأدوية، وللأسف حدثت لي أعراض جانبية كثيرة أرهقتني.

ما استنتجته أنني أعاني من حساسية للأدوية، حاولت عشرات المرات أن أتخلص من هذه الحالة، ولكن كل المحاولات انتهت بالفشل، أنا شخصية حساسة وثقتي بنفسي مهزوزة، لست راضية عن شخصيتي، عانيت من الكثير من الصدمات في الماضي، وتربيتي كانت خاطئة، حيث كنت مدللة.

حينما كنت في الصف الثاني الإعدادي كنت أحدث مشكلات مع المدرسين وزملائي، كنت عدوانية قليلا، ولكن عدت عادية، ثم زادت عندي العصبية والاندفاعية في بداية مرحلة الشباب، حيث تعرضت لصدمة عاطفية وصدمة فيما ظننتهم أصدقائي، وتسبب لي ذلك في مشاكل مع زملائي.

انخفض لدي الذكاء الوجداني، كنت أعتقد أنني مرفوضة من زملائي بالرغم من أني كنت في البداية لطيفه جدا معهم ولكن لم أجد الاهتمام منهم.

أهتم كثيرا للناس، واحب أن يهتموا بي، قد يكون هذا ناتجا عن قلة تقديري لذاتي وعدم رضاي عن شخصيتي، لا أستطيع أن أكون على طبيعتي بشكل كامل مع الناس، لا أعرف من أنا، هل أنا شخصية سيئة أم لطيفة؟ أحاول قدر الإمكان أن أغير من نفسي.

بعد أن توقفت عن الأدوية شعرت باكتئاب شديد، وتذكر دائما المواقف السيئة، وتأنيب الضمير الزائد، الآن أصبحت أفضل، غيرت كثيرا من أفكاري، أصبحت جيدة مع عائلتي، قريبة من الله، انخفضت لدي العصبية، علاقاتي الاجتماعية بأصدقائي ومعارفي جيدة حاليا، ولكن لا أستطيع التخلص من أحلام اليقظة المرضية، ولا تذكر المواقف السيئة، ومتقلبة المزاج، ولكني أشعر بسيطرة كبيرة على نفسي لدرجة تزعجني!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ eman حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أحلام اليقظة فعلاً يمكن أن تكون صحيّة، إذا كانت لا تأخذ وقتًا طويلاً من الشخص، فهي ضرورية لنمو الشخص، وبالذات في فترة المراهقة. ولكن – كما وصفت أنت – أحلام اليقظة المرضية هي التي تستغرق وقتًا طويلاً، وتكون دائمًا في الأشياء السلبية، ليست في التمنِّيات والتطلُّعات، وهذا ما يحدث معك.

وأسباب أحلام اليقظة كثيرة، فقد تكون ناتجة عن قلق وتوتر يُصاحب الشخص، لذلك يهرب الشخص من قلقه وتوتره من خلال أحلام اليقظة، وأحيانًا قد لا يكون لأحلام اليقظة سبب واضح، أو قد تكون جزءًا من شخصية الإنسان كما ذكرت لك الطبيبة.

الحمد لله هناك أشياء إيجابية كثيرة في حياتك، أولاً تحصّلت على مؤهل جامعي، وانتهيت من التعليم الجامعي، وهذا مهمّ، والآن هناك تحسّن في علاقتك مع الأهل، وأهم من ذلك تحسّن في علاقتك مع الله تعالى، وهذا طبعًا شيء مهمٌّ جدًّا، وعليك بالمحاولة، ومن الأشياء التي تساعدك في التخلص من أحلام اليقظة المرضية هو: ألَّا تكوني وحدك في معظم الأوقات، وأن تنخرطي في هوايات تجعلك لا تفكرين كثيرًا، وبالذات هواية الرياضة، حتى ولو كان ذلك في البيت، وتمارين الاسترخاء أيضًا، والمشاركة في أعمال البيت، وكل الهوايات المفيدة التي لا تجعلك تكونين وحيدة ومع نفسك، فهذا يُقلِّلُ بدرجة كبيرة من أحلام اليقظة، وتدريجيًا -إن شاء الله- سوف تقلّ حتى تختفي مع مرور الوقت.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً