الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتخوف كثيراً أن لا أجد لي معيناً على العلم والالتزام.

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة ملتزمة وأطلب العلم الشرعي ولله الحمد، تقدم لخطبتي شخص متعلم لكن مجال دراسته ليس شرعياً، أريد نصيحة منكم فأنا أتخوف كثيراً أن لا يكون لي معين على العلم والالتزام، لأنني دائماً أضع في ذهني صورة معينة لزوج المستقبل، وأن يكون على نفس توجهي واهتماماتي.

إذا تأكدت من أخلاق هذا الخاطب، فكيف أعرف مدى التزامه، أقصد ما الأسئلة التي يمكن أعرف من خلالها إذا كان متساهلا في الصغائر ولا يبالي أو أنه متحفظ.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مروة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك ابنتنا الفاضلة في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص على العلم الشرعي والفقه في الدين والسؤال، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُقدّر لك الخير، وأن يُصلح الأحوال، وأن يُحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

بداية نحبّ أن نؤكد لك أن هذا الشاب ما طرق بابك إلَّا وهو حريصٌ على الدِّين وحريصٌ على صاحبة الدِّين، ولذلك أرجو أن يكون هذا مؤشِّرًا جيدًا في البداية، وكما نتمنَّى أن يقوم محارمك بدورهم في التعرُّف على الشاب، فالرجالُ أعرفُ بالرجال، وإذا رضي المحارم – الوالد أو الأخ أو العم أو الخال - بهذا الشاب زوجًا لك فهذا دليل على أنه إن شاء الله على خير.

بالنسبة للدراسة: ليس من الضروري أن يدرس الناس كلهم علوم شرعية – على أهمية العلوم الشرعية – لأن الناس في حاجة لبقية العلوم، بحاجة لبقية التخصصات والمجالات الأخرى، والمهم أن يكون الإنسان متدينا، ملتزم بصلواته، محافظًا على دينه، حريصًا على طاعة الله، مُسارعًا إلى الخيرات، وهذه صفات نتمنَّى أن تُوجد في هذا الشاب، ولكنن نذكّرُك أيضًا بأننا جميعًا – رجالاً ونساءً – لا نخلو من النقائص ولا نخلو من العيوب، فكلُّنا بشر والنقص يُطاردنا، وكلٌ مِنَّا به عُيوب، وطُوبى لمن تنغمر سيئاته في بحور حسناته
من الذي ما ساء قط ** ومن الذي له الحسنى فقط

ينبغي أن نكون واقعيين في نظرتنا إلى الآخرين، واعلمي أيضًا أن الشاب الذي يأتي للبيوت من أبوابها ويطلب فتاةً وهو يعلم أنها ملتزمة وأنها تطلب العلم الشرعي؛ هذا جاء يُريدُ الخير، ويُريدُ الدِّين، وإلَّا ففي البنات غُنية، لو كان يُريدُ أيّ بنت، وهذا كما قلنا مؤشّر إيجابي أرجو أن تقفي عنده وتُقدّريه وتشكري له هذا الحرص على أن يطرق بابكم.

أمَّا بالنسبة للأمور التي تتأكدي منها: فينبغي أن يتأكد محارمك من صلاته، ينظروا في علاقاته، يسألوا عن تحمُّله للمسؤولية، يسألوا عن سمعته بين أقرانه وتصرفاته عندما يكون بين الناس، وهذه هي الأسئلة التي ينبغي أن تُطرح.

ينبغي أيضًا أن تشعريه بأهمية أمر الدِّين، تحرصي على أن تُشعريه أنك بحاجة إلى مَن يُعنيك على إكمال هذا المشوار، ويستطيع الإنسان صاحب أي تخصص أيضًا أن يتوسّع في الثقافة الشرعية وفي العلم الشرعي، بل في العلماء اليوم أمثال محمد بن إسماعيل المقدم، والشيخ عبد المجيد الزنداني، هذا صيدلي وهذا طبيب، والشيخ المنجد؛ هذا مُهندس، وغيرهم من العلماء تخصَّصوا في تخصصات أخرى، بلغوا شأنًا عظيمًا حتى في العلم الشرعي، لذلك الأمور بإذن الله ستمضي في الطريق الصحيح.

الخِطبة أصلاً ما شرعها الله إلَّا لمزيد من التعارف، إلَّا لمزيد من السؤال، إلَّا لتحقيق مزيد من الانسجام، إذا كان هذا الشاب وجدتِّ في نفسك ميلاً إليه وارتياحًا وقبولاً فلا تترددي في إكمال المشوار، ونسعد بتواصلك مع الموقع بعد تواصلك معه، بل شجّعيه أيضًا على أن يتواصل مع الموقع، حتى يجد من الإرشادات ما يُعينكم بحول الله وفضله على النجاح، وهذه وصيتنا لكم جميعًا بتقوى الله، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً