الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من وسواس المرض والموت؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا عمري 18سنة في السنة الأولى من الجامعة، ومنذ دخلت الجامعة أصابني وسواس المرض والموت وأشياء تخطر على بالي لا إراديا، ولا أعلم من أين تأتي، أصبحت كئيبة ومملة في أغلب الأوقات وقل إنجازي، وكنت في الصف الثالث الثانوي من المتفوقات.

دخلت الكلية الطبية، ومنذ أن دخلت الجامعة أصابني ذلك الخوف ولم أستطع أن أدرس، وقل تحصيلي الدراسي، أصبح لدي خوف من الخروج من المنزل، وربط الموت والأشياء السيئة في كل موقف،
حتى أصبحت أرى أحلاما وأستيقظ مذعورة جدا، ولدي تسارع في نبضات القلب.

بعد صلاة الفجر أذهب إلى النوم، وفي الساعة السابعة تقريبا أستيقظ على تلك الكوابيس، والذي يخيفني أكثر أنني بعد صلاة الفجر لا أفسرها، ولكن كأنها تدور حول الموت، ترددت أن أكتب ذلك ولكن علي إيضاح الذي يخيفني.

أصبحت أخاف جداً من النوم، ومنذ بدء ذلك التفكير رافقتني دوخة تزعجني كثيراً، سألت الطبيب، ويجوز أنها ناتجة من الأذن، الآن آخذ الدواء لأرى الوضع.

أرجو أن تقدموا لي المساعدة للتخلص من هذا الأمر، وكيف أتخلص من تلك المنامات؟ وشكراً جزيلاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ San حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

في عمرك قد يكثر القلق أو يتحول القلق من قلق إيجابي إلى قلق سلبي، وهذا يؤدي قطعاً إلى تشتت أفكار الإنسان وعدم شعوره بالارتياح، وأنت لديك المخاوف حول الموت، وقلق المخاوف من هذا النوع قطعاً يشغل الإنسان.

الذي أنصحك به هو أن تواجهي هذا القلق بتجاهل تام، بتحقير تام، الموت يخاف منه الإنسان من الناحية الشرعية، لكن لا تخافي منه من الناحية المرضية، من الناحية الشرعية الإنسان يجتهد ويعمل لما بعد الموت، ويعيش الحياة بكل فعالية وتقوى وأمانة وصدق، وأن يكون نافعاً لنفسه ولغيره، والأعمال والآجال بيد الله، هكذا يتم التعامل مع قضية الخوف من الموت.

أنت -الحمد لله- تصلين الفجر وهذا -إن شاء الله تعالى- فيه خير كثير لك، الأحلام والكوابيس التي تأتيك خاصة بعد صلاة الفجر دليل على وجود القلق هذا أمر معروف، وربما يكون هذا القلق لديك علاقة بالبيئة التي تعيشين فيها كثرة الأحداث المؤلمة هنا وهناك، لكن هذه الامور أمور شملت الكثير والكثير جداً من الناس، وليست أمراً شخصيا، بمعنى أننا يجب أن لا ننظر إليه ككارثة شخصية، إنما هي كارثة عامة، نسأل الله تعالى أن يحفظ الجميع.

القلق بهذه الكيفية يحول إلى قلق إيجابي من خلال تنظيم الوقت، أولاً: تنامين نوما ليليا مبكرا، ولا تنامي أبداً في فترة النهار، وحاولي أن تدرسي في فترة الصباح المبكر، بعد صلاة الفجر هذا وقت جميل جداً، الصلاة ثم الاستحمام، كوب من الشاي، أو القهوة مثلاً، وبعد ذلك دراسة لمدة ساعة ثم الذهاب إلى المرفق الدراسي هذا وقت جميل، البكور فيه خير كثير، ومن يستفد منه ويوجه التوجيه الصحيح يجد أنه استطاع أن يدير وقته بصورة ممتازة جداً في بقية اليوم؛ لأن الإنجاز الصباحي يعزز السلوك الإيجابي في حياتنا، لا بد من ممارسة الرياضة، أي رياضة تناسب الفتيات مهمة جداً، لا تتناولي أي طعام دسم ليلاً، كما أن وجبة العشاء يجب أن تكون خفيفة.

اجلسي مع أسرتك، عبري عما بداخلك، تواصلي مع الصالحات من البنات، احرصي على الأذكار خاصة أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم وأذكار الاستيقاظ، وأعتقد أن ذلك كاف جداً إذا طبقته لإزالة هذا الخوف والقلق والتوتر، وفي بعض الأحيان نعطي أدوية مضادة للخوف أو دواء واحدا مضادا للخوف كالسيبرالكس مثلاً، لكن لا أرى أنك في حاجة إليه.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً