الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل آخذ السيبرالكس لهذه الأعراض؟

السؤال

السلام عليكم
أسعد الله أوقاتكم بكل خير

أنا شخص بعمر 29 سنة، في بعض الأحيان أكون -ولله الحمد- في أفضل حال، وفي أتم الصحة والعافية، لكن بعض الأحيان عندما يكون لدي موضوع مهم يقلقني، وأريد أن يتم الموضوع أعيش فترة قلق وتوتر حتى أنتهي، وفي هذه الأثناء تأتيني نوبة من الآلام في البطن الشديدة مصحوبة بالغثيان وعدم القابلية للأكل، واضطرابات نوم، خاصة أن هذه الحالة تعتريني عندما أكون ناويا للسفر لمنطقة أخرى، وأستمر على هذه الحالة في المنطقة الأخرى لمدة 4 أيام، ثم تتدرج حالتي للأحسن.

كما أعاني في بعض الفترات من عدم القابلية للكلام، أو النقاش مع أحد في أي موضوع لعدم رغبتي في ذلك، مع الخوف من المستقبل وما يحدث لي فيه؟ وأعتقد أنه في هذه الفترة أن الحالة التي أصاب بها عالية بسبب ظروف فايروس كورونا والتفكير فيه، حمانا الله وإياكم من كل شر.

علما بأنه كانت عندي مشاكل في المعدة قبل 4 سنوات لجرثومة المعدة -والحمد لله- وتشافيت منها، مع بقاء القولون.

تواصلت مع استشاري في المستشفى، وأفادني بدواءين للمعدة ( دومبي, نيكسيوم )، وأضاف قائلا: أنا لا أنصح به، إذا كنت تحتاج شيئا للتوتر خذ سيبرالكس، فما مدى صحة هذا الدواء؟

أرجو أن تفيدوني في حالتي، فأنا أحتاج نصيحتكم، جزاكم الله عنا كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ abuabdullah123 حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

لديك استشارة سابقة رقمها (2427476) تقريبًا بنفس محتوى رسالتك الحالية هذه، وكما تفضلت لديك قلق متقطع، أي ليس بقلق مطبق، والقلق بما أن سماته الرئيسية هي التوتر النفسي، هذا التوتر في بعض الأحيان يتحول إلى توتر عضلي، وأكثر العضلات التي تتأثر هي عضلات فروة الرأس وعضلات القولون، لذا تجد أن أعراض الجهاز النفسي كثيرة، خاصة أعراض ما يُعرف بالقولون العصبي بالنسبة للأشخاص الذين يكونون عرضة للتوتر.

أنا أعتقد أن حالتك بسيطة جدًّا حتى وإن كانت تُزعجك في بعض الأحيان، لكنها لا تحمل أي خطورة، هذه الحالات نُسمّيها بالحالات النفسوجسدية البسيطة.

من أفضل أنواع العلاج هي الرياضة، هذا الكلام الآن قد أُثبت علميًّا، الرياضة المتواصلة المتوازنة التي لا تقل عن ساعة في اليوم مثلاً، بمعدل على الأقل ثلاث مرات في الأسبوع، ويا حبذا لو كانت يوميًّا، كرياضة المشي، الجري، ممارسة كرة القدم، أي شيء من الرياضات، فالرياضة مفيدة، تقوّي النفوس، تزيل القلق، تزيل الأعراض التوترية النفسية وكذلك الجسدية، فأرجو – يا أخي – أن تهتمّ بموضوع ممارسة الرياضة، وتجعل لها مجالاً في حياتك.

تنظيم الوقت والتواصل الاجتماعي الإيجابي والحرص على العبادات يُشعر الإنسان بالرضا، وحين يشعر الإنسان بالرضا يقلّ التوتر كثيرًا، وهذا أيضًا ينعكس إيجابيًا عليك -إن شاء الله تعالى- كذلك النوم الليلي المبكّر لا مثيل له ولا بديل له فيما يتعلق بانعكاسه الإيجابي على الصحة النفسية، وكذلك الصحة الجسدية، يحدث ترميمًا كاملاً لخلايا الجسم وخلايا الدماغ من خلال النوم الليلي المبكّر، فهذا أيضًا يجب أن تضعه في الاعتبار.

بعد ذلك أقول لك في موضوع الأدوية: تحتاج لدواء بسيط، أبسط من السبرالكس، السبرالكس نعم دواء رائع، لكن لا أعتقد أن حالتك قد وصلت للحاجة للسبرالكس، عقار (سلبرايد) والذي يُسمَّى تجاريًا (دوجماتيل) هو عقار جيد وبسيط، وبجرعة صغيرة ليس له آثار جانبية، والجرعة التي تحتاجها هي أن تبدأ بكبسولة واحدة (خمسون مليجرامًا) في الصباح يوميًا لمدة أسبوع، ثم تجعلها كبسولة صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم كبسولة واحدة صباحًا لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناوله.

أعتقد أنك لو طبّقت ما ذكرتُه لك من إرشاد، وتناولت الدوجماتيل بالكيفية التي ذكرتها لك -إن شاء الله تعالى- سوف تلاحظ أن هناك تطورا إيجابيا كبيرا في صحتك النفسية.

نسأل الله تعالى أن يمتعك بالصحة والعافية، وأن يبلغكم ويُبلغنا شهر رمضان، ويجعلنا من الصائمين القائمين العابدين، بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً