الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي أهملني لوجود زوجته الأولى وأولاده، أشيروا علي بنصحكم.

السؤال

السلام عليكم

أنا متزوجة من رجل متزوج، وزوجته وأولاده يسكنون في مكان آخر، يزورهم أسبوع في الشهر بسبب ظروف عمله، وبعدما رجعوا تغير علي زوجي، ولم يعد يهتم بي كالسابق، ولا يقول كلمة حلوة، يسكت ولا يريدني أتكلم، وعندما أناقشه يقول: راعيني، لم أصدق أن عادوا لي عيالي، أشعر بالقهر والحزن من إهماله لي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم همس حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

- بارك الله فيك، وأهلا وسهلا بك في الموقع، وأسال الله ان يفرج همك ويصلح زوجك، ويرزقك الصبر والحلم والحكمة ويجمع شملكما على خير.

- بصدد ميل زوجك -هداه الله- إلى الزوجة الأخرى، وإهمالك وعدم الجلوس معك، فلا شك أن هذا من الإخلال بحقوقك الزوجية وهي مخالفة شرعية -وللأسف- فقد ابتلي بها بعض الأزواج لا سيما المتزوجين بأكثر من واحدة لضعف الديني والإيمان والأخلاقي، وقد قال تعالى : (فلا تَميلوا كل الميل فتذروها كالمعلّقة)، وصح في الحديث: (من كانت له امرأتان فمال إلى احداهما، جاء يوم القيامة وشقّه مائل).

- أوصيك -حفظك الله ورعاك- بلزوم الصبر والحلم والحكمة والهدوء، والقيام بواجباتك الشرعية والأسرية والمحافظة على أولادك والإقبال على طاعة الله.

- تعميق الإيمان بلزوم الذكر وقراءة القرآن والطاعات، ومتابعة البرامج المفيدة، والحرص على دعوة زوجك بطريقٍ غير مباشر إلى مشاركتك في الطاعات، والاقبال على استماع المحاضرات والبرامج المفيدة.

- الجلوس مع زوجك والحوار معه بلطف ورفق وهدوء، مبينة له محبتك له وتقديرك لفضله، مع انزعاجك من عدم اهتمامه بك ودعوته إلى مراجعة نفسه وخطئه، ولا مانع -عند اللزوم والضرورة- من الاستعانة بمن تأنسين منه القبول لديه والتأثير عليه بإقامة الحُجّة عليه بحكمة.

- احرصي على كسب ود وقلب زوجك بالتجمل والتلطف والتودد ونظافة البيت وحسن المعاملة والخدمة؛ طاعة لله، ودعوة غير مباشر له لمراجعة نفسه.

- مما يخفف ما قد تشعرين به من ضغوط نفسية، حسن الظن بالله وتعزيز الثقة بالنفس، والترويح عنها بالمباح من النزهة والزيارة والراحة، ولزوم الصحبة الصالحة الواعية، واستحضار فضل الصبر على البلاء وما اعدّه الله للصابرين من عظيم الثواب والجزاء، واستحضار ما من الله به عليك من فضل ونعماء والايمان بالقدر والرضا بالقضاء (ماأصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه)، هداية القلب بالقناعة والرضا.

- اللجوء إلى الله بالدعاء، بأن يفرج همك ويصلح زوجك ويجمع شملكما على محبة وسكن ومودة ورحمة وخير.

والله الموفق والمستعان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً