الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يحق لي التدخل في نصيحة ابنة أخت زوجتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أسكن مع زوجتي وولديّ في شقة سكنية، وتسكن الشقة المجاورة أخت زوجتي وهي منفصلة عن زوجها، ولديها ابنة عمرها ١٤ سنة، وأنا أعتبر في مقام والدها، حيث ساعدت في تربيتها منذ كان عمرها ٣ سنوات.

لاحظت هذه الأيام خروج ابنتها كثيرا إلى الشارع بداخل المجمع السكني، بحجة التمشي ومقابلة صديقتها، والغياب لساعات طويلة، ولأوقات متأخرة من الليل.

علما بأن المجمع السكني فيه الكثير من الشباب اسيء السلوك والتربية، وذات يوم رأيت شابين يلاحقونها ويراقبونها فنهرتهما، وكدت أتسبب في مشكلة كبيرة معهما، فهل يحق لي التدخل بالنصيحة؟ وهل أنصح الأم أم الابنة؟

شكرًا لكم، وطبتم في رعاية الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أيها الأخ الكريم- في موقعك، ونشكر لك هذه الغيرة وهذا الحرص على الخير، ونسأل الله أن يصلح الأحوال، وأن يردنا جميعاً إلى الحق رداً جميلاً، وأن يحقق لنا ولكم الاستقرار والسعادة والآمال.

لا شك أن الفتاة المذكورة يهمك أمرها، وأنت الذي أحسنت إلى والدتها، وعليك أن تكمل هذا الإحسان بالنصح لها، ونقترح أن يكون النصح بداية لهذه البنية أو لهذه الفتاة، إما عن طريقك أو عن طريق خالتها زوجتك، وأرجو أن لا تترك هذا الأمر، ولكن لا ننصح بالاستعجال بإخبار والدتها، إلا إذا كانت الوالدة على درجة عالية من الحكمة والوعي والنضج وحسن المعالجة لهذه المواقف، ولأن أمرها يهمك ويهم خالتها، فالنصح لها واجب، والحرص على ذلك من أهم الأمور.

ونتمنى أن يكون تدخلك والدفاع عنها أمام الشباب ترك أثرا في نفسها، لأن هذا أيضاً له معنى كبير، ولذلك نقترح أن تبدأ بالنصح معها، وتكلمها وتتولى هذا الأمر، ولا مانع من أن توصل الفكرة لخالتها حتى تساعدك في إيصال النصيحة لها، ثم إذا اضطررتما فلا مانع من أن تخبر الوالدة، لكن أتمنى عدم الاستعجال في هذه المسألة، والحرص على النصح لهذه الفتاة، فالنصح واجب عليك أنت كمسلم أولاً، ثم واجب عليك لكونك صاحب معروف، وأنت على صلة بوالدتها فهي أخت زوجتك، وهذه البنت هي بنت خالة لأولادك ولأطفالك، فسمعتها من سمعتهم والضرر الذي يلحقها يؤذي الجميع، ولذلك أنت مطالب شرعاً -بارك الله فيك- بالنصح لها، بالحكمة، وبالأسلوب والطريقة الصحيحة المناسبة، ونتمنى أن لا تضطر إلى إخبار الوالدة، ولكن إن اضطررت فلا بد أن تخبرها حتى تتحمل أيضاً مسؤوليتها كأم في رعاية ابنتها ومراقبتها والنصح لها وتوجيهها، فإن هذه السن خطيرة جداً، ومثل هذه المجمعات ومثل هذه الأماكن الخطورة فيها ظاهرة وطافحة.

نسأل الله أن يحفظ أعراضنا وأعراض المسلمين، وهذه وصيتنا للجميع بتقوى الله تبارك وتعالى، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد والحفظ والهداية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً