الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصاب بثقل فوق الحاجبين والعيون عندما أكون متضايقة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أولا: منذ فترة وأنا أعاني من ثقل فوق الحاجبين والعيون ولا أدري السبب، ويحدث ذلك عندما أكون متضايقة، أو يزعجني شيء، والحالة النفسية تكون متعبة، وفي بعض الأحيان هكذا بدون سبب، علما أنني لا أعاني من أي أمراض والحمد لله.

ثانيا: أعاني مشكلة إعادة الصلاة كل مرة، إذ أجد نفسي وقد أنهيت الصلاة بلا خشوع أو تركيز فأعيد الصلاة، ويحدث ذلك في كل الصلوات، لدرجة أتعبني التكرار، هل هو الوسواس؟ وماذا أفعل إن لم تكن صلاة خاشعة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نفيسة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يمُنَّ عليك بالعافية والشفاء من كل ما تعانينه.

بالنسبة للسؤال الأول: ننصحك بعرض نفسك على الأطباء، فإن الله تعالى ما يُنزل داءً إلَّا ويُنزل له دواء، كما أخبر بذلك رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم-، والشفاء له أسبابه المادية والمعنوية، طلب الدواء الحسّي من أسباب الشفاء، ومن أسبابه الرقية الشرعية، فأكثري من رقية نفسك بالقرآن الكريم وبالأدعية النبوية وغير النبوية، فاقرئي القرآن في يديك وامسحي وجهك وضعي يدك على الذي يؤلم من جسدك، وقولي: (بسم الله) ثلاث مرات، ثم قولي (أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر) سبع مرات، وهذه الرقية علَّمها النبي -صلى الله عليه وسلم- لبعض أصحابه الذي كان يجد وجعًا فذهب -بإذن الله تعالى-.

وأمَّا السؤال الثاني: فإن إعادة الصلاة في هذه الحالة التي أنت عليها غير مطلوب، فلا تُعيدي الصلاة بسبب نقص الخشوع في الصلاة الأولى، فإن الشيطان يحاول من خلال إقناعك بهذا أن يُثقّل عليك العبادة فيُكرِّهها إليك حتى تتركيها بالكلّية.

الذي يجب عليك هو أن تجاهدي نفسك على أداء العبادة خالصة لوجه الله تعالى، وتؤدي فيها أركانها، وتحاولي مع ذلك أن تُحضري قلبك بقدر الاستطاعة، والخشوع ليس ركنًا في الصلاة عند أكثر علماء المسلمين، فلو صلى الإنسان صلاةً ولم يخشع فيها صلاتُه صحيحة، مُجزئة، لا يُطالبُ بإعادتها، ولكن يُكتب للإنسان الأجر بقدر خشوعه في صلاته، فاحرصي على إحضار قلبك في الصلاة والتفكّر في معاني الكلام الذي تقولينه في الصلاة من القرآن أو من الأذكار والأدعية، والتفكّر في أفعال الصلاة وما فيها من الخضوع لله سبحانه وتعالى والاستكانة بين يديه، فإذا قضيت صلاتك فلا تلتفتي بعد ذلك إلى وساوس الشيطان، لأن صلاتك غير صحيحة أو أنها ناقصة في الخشوع أو غير ذلك.

وبهذا يزول عنك -إن شاء الله- ما تعانينه في هذا الشأن، بارك الله فيك، وعجّل لك بالعافية والشفاء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً