الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تكفي مدة شهر ونصف مع دواء سبرالكس؟

السؤال

السلام عليكم

كنت أعاني من نوبات الهلع سابقاً، هذا عندما كنت في عمر21 سنة، وأنتم بالتأكيد تعرفون أعراضها المزعجة، من خفقان في القلب، وضيق التنفس، وتسارع النفس، والدوخة، والرعشة، وبرودة الأطراف، والشعور بالخدر في اليدين والرجلين، بالإضافة طبعاً إلى الوسواس المرضية، كأن يشعر الإنسان بأنه مصاب بنوبة قلبية أو أنه شارف على الهلاك، ذهبت إلى الطبيب النفسي، ولكني لم آخذ أدوية، وتشاغلت عنها بأمور الحياة، وذهبت عني هكذا من تلقاء نفسها.

الآن أنا بعمر 28 سنة، وتقريباً منذ سنة من رمضان العام الماضي عادت إلي مجدداً، أحاول التشاغل عنها كالعادة، لكن هذه المرة تبدو أشد من سابقتها الحقيقة، جربت عملية الاسترخاء العضلي التنفسي والرياضة، لكن لم أشعر بتحسن كبير.

أنا لا أطمئن للأدوية النفسية، لكن قرأت عن دواء اسمه سيبرالكس بأنه آمن وجيد في مثل حالتي، أريد أن أسأل عن الدواء من حيث الإدمان، ومن حيث التأثير على الصحة الجنسية، في حال كان السيبرالكس جيداً في مثل حالتي، فما هي أقل خطة علاجية ممكنة؟ لأنني أشعر أن حالتي ليست بذلك السوء ولله الحمد، فهل من الممكن استخدامه لمدة شهر ونصف، مثلاً بمعدل نصف حبة لمدة أسبوعين ثم حبة لمدة أسبوعين ثم نصف حبة لمدة أسبوعين.

الشق الثاني من السؤال: أنا أكثر ما يثير قلقي ويثير عندي نوبات الهلع هو تفكيري في الآخرة والقبر وما بعده والحساب، فأخشى على نفسي كثيراً، أخشى أن يعذبني الله بذنوبي أو أن أموت وأنا لم أرض ربي، أنا أصلي -الحمد لله- وأصوم، لكن ما تنفك أن تأتيني مثل هذه الأفكار، وتذكرني بذنوبي في الماضي وهكذا، فهل من توجيه؟ بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نعم ما ذكرته طبعاً هو فعلاً أعراض لاضطراب الهلع، واضطراب الهلع إما أن يعالج بالأدوية أو يعالج بالعلاج السلوكي المعرفي، وفعلاً -يا أخي الكريم- دواء السيبرالكس هو فعال جداً في علاج الهلع وآمن ليس عليه إدمان نهائي، والصحة الجنسية قد يؤخر القذف في أثناء استعماله، ولكن بعد التوقف عنه كل شيء يرجع إلى طبيعته.

نفضل أن تبدأ بنصف حبة لمدة أسبوع أو 10 أيام، ثم بعد ذلك حبة كاملة، لأن هذه الجرعة المناسبة لتزول معها الأعراض التي تحتاج لشهر أو شهر ونصف لكي تزول، وننصحك لذلك باستعماله لفترة 3 أشهر، على الأقل، فترة شهر ونصف غير كافية، لأن هذه هي الفترة التي تحتاجها لحصول أثار الدواء وتأثيره على الأعراض وزوال الأعراض، يجب أن تستعمله على الأقل لفترة 3 شهور، وإن كان بعض الأطباء يفضلون 6 أشهر.

تحتاج طبعاً إلى علاجات سلوكية معرفية، وأهم شيء هو تجاهل هذه الأفكار، الحمد لله طالما أنت شخص ملتزم بالصوم والصلاة فيجب عليك تجاهل هذه الأفكار، بأن تفكر في أشياء أخرى، وتحاول أن تتجاهل تلك الأفكار، وإذا كان عندك ذنوب في الماضي فإن الله يغفر الذنوب جميعاً، والمغفرة والتوبة من الذنوب هي أهم شيء، وبالذات في هذا الشهر العظيم يا أخي الكريم.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً