الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الأفكار المتضاربة والهلع والقلق كيف أتخلص منها؟

السؤال

السلام عليكم
أشكركم كثيراً على هذا الموقع الجميل.

أعاني من نوبات هلع منذ أكثر من 6 أشهر، وشعور بقرب الأجل، وبدأت فكرة الموت والتفكير في الموت تناشدني كل يوم، لقد تعبت، هذه ليست المشكلة، المشكلة أنني أحياناً أشعر بالاختناق والتفكير الدائم في الموت، وأتخيل هذا الموقف، وأختنق كثيراً، ونغزات في بطني، وأشعر بالموت وأنا ما زلت صغيرة في السن.

أريد أن أعيش الحياة والعمر أمامي طويل إن شاء الله، هل هذا طبيعي أن أشعر بالاختناق وأتخيل نفسي في هذا الموقف، وأتخيل هذا، وأحياناً أتخيله على أحبابي؟ هل هذا طبيعي؟

أتمنى منكم أن لا تقولوا لي عن دواء أو طبيب نفسي، لأن أهلي لا يعرفون هذا، وسيضحكون علي، لأني أمامهم جيدة، أتمنى أيضاً أن لا تقولوا لي لا تفكري في هذا الموضوع، لأن هذا الموضوع استحوذ على دماغي، قولوا لي إن هذا شيء طبيعي في هذا السن، وبأنه إن شاء الله المستقبل أمامي، وهذا طبيعي، هذا الموضوع أتعبني كثيراً، أريد أن أعيش حياتي وشبابي ومستقبلي إن شاء الله.

أيضا أريد أن أسأل سؤالاً: لماذا عندما يكون مزاجي سيئاً، وأشعر بالاختناق أقول: إنني سأموت صغيرة، وعندما يكون مزاجي جميلاً أقول: إنني إن شاء الله سأعيش عمراً طويلاً إن شاء الله، والعمر ما زال أمامي؟

أيضاً هذا الموضوع منعني عن التعبد في شهرر مضان، ونسيت الإحساس بهذا الشهر، وهذا الوسواس أبعدني عن الله وعن الصلاة، وأنا حزينة جداً.

أشكركم كثيراً، وأتمنى أن تجيبوني في أسرع وقت، والله يسعدكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ HanaMedhat حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى لك العافية، وتقبّل الله صيامكم وقيامكم وطاعاتكم.

نوبات الهرع معروفة، وقد كثرت في زماننا هذا، وهي نوع من القلق النفسي الحاد، غالبًا ليس لها أي أسباب، وبالفعل تعطي مشاعر بالخوف الشديد، والشعور بدنو الأجل، وبعض الناس يشعرون بتسارع شديد في ضربات القلب، وربما تعرُّق.

هذه النوبات ليست نوبات مرضية، لا علاقة لها بأي مرض جسدي، لا في القلب ولا خلافه، أنت -الحمد لله- جسدك تمام مائة بالمائة، وحتى من الناحية النفسية هي مجرد ظاهرة بسيطة، والحمد لله تعالى أنت الآن تُخاطبيننا، وأنت الآن تتمتعين بالحياة وفي قمة صحتك.

إذًا الفكرة التي أتتك هي فكرة مغلوطة، فكرة خاطئة، فكرة وسواسية، الأعمار بيد الله، يجب أن تعيشي حياتك بكل قوة وبكل أمان، تجتهدي في دراستك، تصلي صلاتك في وقتها، تكوني بارًّة بوالديك، تستمتعي بأي شيء جميل.

ممارسة الرياضة مهمّة جدًّا، أي رياضة تناسبك يمكن ممارستها، وأيضًا تمارين الاسترخاء ضرورية، يمكن أن ترجعي لأي برنامج على اليوتيوب يوضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء، أو ترجعي لاستشارة إسلام ويب والتي رقمها (2136015)، اطلعي عليها وطبّقي ما بها من إرشادات، فهي مفيدة جدًّا لإجهاض نوبات الهرع والفزع.

إذًا الموضوع أبسط ممَّا تتصورين، أتفق معك أن التجربة مخيفة خاصّة لإنسانٍ في عمرك، لكن نحن نشاهد هذه الحالات بكثرة، ولم نسمع بأحدٍ قد مات منها أبدًا، فالشعور الذي يأتيك هو شعور وسواسي تخَوُّفي وليس أكثر من ذلك.

لابد أن تصرفي انتباهك، حاولي أن تتفاعلي مع أسرتك تفاعلاً إيجابيًا، اقرئي، اطلعي، شاهدي برامج ممتازة على التلفزيون مثلاً، كما قلتُ لك: خصصي وقتًا ممتازًا للدراسة، الورد القرآني اليومي مهمٌّ جدًّا، أشياء كثيرة يمكنك القيام بها.

أما بالنسبة للدواء: توجد أدوية ممتازة لعلاج هذه الحالات، لكن نسبةً لصغر سنّك أعتقد سيكون من الأفضل أن تخطري (تخبري) والدتك بأنك تعانين من نوبات فزع وهرع، ونحن نصحناك للذهاب لمقابلة الطبيب، والطبيب سوف يصف لك أحد الأدوية المفيدة كعقار (سيرترالين) أو (استالوبرام) كلاهما أدوية مفيدة وجيدة وغير إدمانية.

بصفة عامة: أنا أوضح لك أن كثيرًا من الناس قد تخلَّصوا من هذه الحالات بدون أي دواء، فقط من خلال تحقير الفكرة، وتخلَّصوا من الفراغ ومارسوا الرياضة والتمارين الاسترخائية، وكانوا متفائلين، مجرَّد هذه الأنماط الحياتية تؤدي أيضًا إلى زوال هذه النوبات.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وكل عامٍ وأنتم بخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً