الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل هناك علاج مهدئ لانفعالات أطفال التوحد؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

عندي صبي يبلغ من العمر 14عاما، مصاب بطيف التوحد، قبل عام أصبح تأتيه نوبات من الغضب والتهيج فيضرب إخوانه الصغار دون وعي، وضرباته قوية، حاولت أن أجعله يترك هذا التصرف بالترغيب والتخويف أحيانا، ولكنه لم يترك هذه الحالة، فأخذته إلى الأطباء فأعطوه علاجا (شراب ليميرال) لم ينفع معه، وأخذته إلى طبيب آخر أعطاه علاج: ( تيغريتول200ملغم و ريسبريدول 1ملغم) تحسن بعض الشيء عليه، ولكنه أصبح يأكل كثيرا، وينام كثيرا، ولكن حالة الانفعال والغضب لم تذهب نهائيا، والطبيب بعيد عني في محافظة أخرى، وكلما أقول له ذلك يقول لي استمر على هذا العلاج وسوف يتحسن، وقد أكمل سنة، فماذا أفعل خاصة مع وجود الحظر الصحي وقلة الأطباء ذوي الخبرة في مجال التوحد؟ وهل هناك علاج مهدئ لمثل هذه الحالة؟

أجيبوني جعلها في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ميثم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله تعالى لابنك العافية والصحة، تقبل الله صيامكم وطاعتكم.

الانفعالات السلبية معروفة؛ لأنها سمة من سمات متلازمة التوحد في بعض الأحيان، خاصة حين يبلغ الطفل عمرا معينا في سن اليفاعة مثل سن هذا الابن، لأن هنالك تغيرات بيولوجية كثيرة تحدث، تغيرات الهرمونية وهذه بالفعل قد تؤدي إلى انفعالات زائدة، والتأهيل السلوكي دائماً يكون أفضل إذا كان بالإمكان، يعني أن نحاول أن نتلاطف مع هذا الطفل، أن نعزز سلوكه الإيجابي، أن نلاعبه، أن نكافئه، أن يكون محط الاهتمام هذا يقلل من عنفه.

وقطعاً ربما تكون الظروف الحالية ظروف الحجر المنزلي ربما تكون ساعدت في انفعالاته السلبية هذه، لكن هذه إن شاء الله أمر عابر وسوف ينتهي، فأنا حقيقة أدعو إلى تحفيز هذا الطفل وتحمله، أعرف أن هذا الأمر ليس سهلا، لكنه أيضاً ليس مستحيلاً، فأرجو أن تنتهجوا هذا المنهج.

كما يأتي بعد ذلك العلاج الدوائي: هنالك أدوية كثيرة تساعد: والرسبيريادون هو من أفضلها حقيقة، الرسبيريادون من الأدوية التي تعطى لأطفال التوحد الذين لديهم ميول للعنف، وربما تكون جرعة الرسبيريادون محتاجة لزيادة لكن تحتاج لمراقبة أيضاً، لأن الرسبيريادون حين نرفع الجرعة قد تؤدي إلى آثار جانبية مثل: الرجفة، الشد العضلي، والتجراتول لا بأس به، لكن ليس مثل مستوى الرسبيريادون، هنالك دواء يعرف باسم كواتبين سيركويل هذا أيضاً جيد، وإن كان يزيد النوم أيضاً، لكنه جيد جداً؛ لاحتواء الانفعالات والغضب والتهيج والعنف، فيمكن أن تجرب أن تستبدل الرسبيريادون بالكواتبين مثلاً جرعة 25 مليجرام صباحا، و25 مليجرام ليلاً وبعد ذلك يمكن أن ترفع جرعة المساء إلى 50 مليجرام ليلاً، والتجراتول من وجهة نظري يمكن أن يخفض إلى 100 مليجرام يومياً؛ لأن ذلك سوف يساعد أن لا ينام الطفل كثيراً، وإن ترك 200 مليجرام هذا أيضاً يعني لا بأس به.

فإذاً حتى اختصر عليك الموضوع: جرب أن ترفع الرسبيريادون إلى 2 مليجرام إذا لم تحدث آثار جانبية للطفل كالرجفة أو نوع من الشد في الجسم -لأنها قد تحدث-، وإذا لم يحدث هذا فاستمر على 2 مليجرام، وإذا حدث من وجهة نظري أفضل تستبدل الرسبيريادون بالكواتبين توقف الرسبيريادون تماماً وتعطي الطفل الكواتبين وذلك حتى مقابلة الطبيب..

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.. وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً