الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خائف من الانتكاسة بعد انتهاء العلاج فما توجيهكم لحالتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف حالك -يا دكتور محمد -جزاك الله خيرا- وحفظك وأطال عمرك وأسعدك في الدنيا والآخرة-، أحبك في الله وأدعو لك من كل قلبي، وفقك الله لكل خير، وقد دعوت لك في العشر الأواخر، فأنت نعم الدكتور، سدد الله خطاك ورزقك من واسع فضله.

الحمد لله استخدمت العلاج الذي صرفته لي، علاج لسترال، وأنهيت الجرعة اللازمة، حبتان لمدة ثلاثة شهور، وبدأت في الجرعة التي تليها بعده ثلاثة شهور، كل يوم حبة، والباقي الآن نصف حبة يوميا لمدة أسبوعين، قرابة الشهر وأنتهي من العلاج.

أنا لم أستخدم دواء دوجماتيل مع السترال، فقط استخدمت السترال لمدة مرتين، ولاحظت أنني عندما أتحدث مع الناس وأثناء تركيزهم معي أنسى الموضوع تماما، فيضحك الناس علي، لم أتأثر من الموقف الذي حصل، ولكن ما هو السبب في ذلك؟ فأحيانا أنسى الموضوع الذي أتحدث فيه.

وضعي الآن -الحمد لله- في أتم صحة وعافية.

لدي بعض نوبات الضيق في فترات قصيرة، وأحيانا قلق من التوقف عند الانتهاء من العلاج، خائف من عودة الأعراض، علما أن خلفنا استراحة مناسبات، وهذا الأمر يقلقني كثيرا، خاصة إذا كان هناك دعوات زواج، في السابق كان الأمر عاديا بخلاف الآن، فأنا أفكر في الفترة بعد الحظر، لأنها ستكون مليئة بحفلات الزفاف، وسوف تتعب نفسيتي كثيرا، وأصاب بالتهاب القولون والإسهال مع الاكتئاب، ماذا أفعل؟  

هل من الممكن أستخدم العلاج لفترة طويلة، بجرعة نصف حبة يوميا، وهل أكمله مع دواء آخر، أم أتناول علاجا آخر؟ في حال عدم وجود حفلات الزفاف فلا بأس، أنا خائف من الانتكاسة.

أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

دائماً -يا أخي- كلماتك كلمات رائعة ومحفزة وجميلة وصادقه، فأنا أقول لك -جزاك الله خيراً- ومن قال لأخيه جزاك الله خيراً فقد أجزل في الثناء، وقطعاً الشبكة الإسلامية عامرة بكم، وبمشاركاتكم.

أخي: أنا سعيد جداً أنك اتبعت البرنامج العلاجي كما هو، وأنك -الحمد لله- الآن بخير، والهواجس البسيطة التي تأتيك هي جزء مما نسميه بالقلق التوقعي، دائماً مع وجود المخاوف والقلق والوسوسه حين ينتقل الإنسان من مرحلة في علاجه إلى مرحلة أخرى تجده قلق حول المستقبل، وبما أنك الآن في نهايات العلاج الدوائي ولا شك أن العلاج الدوائي كان له أثر إيجابي كبير عليك، وبما أنك اقتربت من نهاياته، بدأت وعلى مستوى العقل الباطني وحتى العقل الظاهري تتحسس لهذا الموضوع وتتخوف، وأنك ربما تكون عرضه لانتكاسات مستقبلية.

شعورك هذا -يا أخي عبدالله- شعور عادي جداً، ويمر على حوالي 90% من الناس الذين هم في نفس حالتك، أنا أختصر لك الأمر تماماً وأبشرك أن الانتكاسة حتى لو حدثت لن تكون بنفس المستوى السابق، لأنك قد اكتسبت مهارات، مهارات حول حالتك وكذلك مهارات علاجية.

الأمر الآخر وهو أن هذا الدواء دواء سليم جداً، حتى وإن احتجت لاستعماله مرة أخرى لفترة أطول، لا أرى في ذلك بأسا أبداً، لكني في ذات الوقت أريدك أن تعتمد على فعالياتك النفسية وفعالياتك الإسلامية، وفعالياتك الاجتماعية، هذه الفعاليات وهذه المهارات حقيقة تساعد الإنسان في تأهيله نفسياً، نحن دائماً نركز على أهمية التفكير الإيجابي، المشاعر الإيجابية، وممارسة الرياضة، حسن إدارة الوقت، التواصل الاجتماعي، الحرص على الواجبات الاجتماعية، التفاؤل وكل ذلك.

وأنا -إن شاء الله تعالى- أنت سوف تتخذ هذه منهجية لك في حياتك ونمط في حياتك.

فالهفوات البسيطة التي شعرت بها الآن هي نتيجة للاقتراب من نهايات العلاج الدوائي، وأنا أتصور أنه من الأفضل أن تكمل الخطة العلاجية خاصة الدوائية كما هي، وبعد ذلك ننتظر إذا انتابتك الأعراض بدرجة لا تتحملها، فأنا أقول لك ومن الآن ابدأ الدواء مباشرة بدون تردد.

الزوالفت دواء بسيط ودواء ممتاز، والدواء له الآن 17 أو 18 سنة في أسواق الدواء، وأنا أعرف من استعمله منذ أن تم إدخاله للسوق، والبروزاك دخل سوق الأدوية سنة 1988، وبدون مبالغة هنالك أناس يستعملونه منذ اكتشافه ودون أي مشكلة، لكن قطعاً من يستعمل أي دواء لفترة طويلة يفضل أن يكون تحت نوع من الإشراف الطبي، أن يجري الفحوصات الدورية، مثلاً من وقت لآخر مرة كل ستة أشهر ويتأكد من وظائف الكبد، الكلى، مستوى الدهنيات، فيتامين (د)، مستوى الدم، وهذه الأشياء المعروفة.

فأنا أقول لك -يا أخي الكريم- أبشر الأمر في غاية البساطة، أنت -الحمد لله- بخير، أنا أرى أن ركائزك العلاجية ودعاماتك العلاجية قوية جداً بفضل الله تعالى، فكن إيجابياً في كل شيء: فكرك، شعورك، وأفعالك، وإن احتجت للدواء فتناوله دون أي تردد، وليس من الضروري أن أحدد مدة، ممكن نقول لمدة عام، ونصف الحبة قد لا تجدي أنا أعتقد إن احتجت له ابدأ بنصف حبة، لكن بعد 10 أيام اجعلها حبة كاملة، والدواء سليم جداً.

حفظك الله، وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً