الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فقدت ذاكرتي منذ 6 سنوات، هل يمكن أن ترجع لي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منذ 81 يوماً أصبت بنوبة غريبة، فقدت فيها الوعي واستيقظت فاقداً للذاكرة، فقدت من ذاكرتي 6 سنوات، أي كأنني قد تخرجت من الشهادة الإعدادية، نسيت كل شيء، الأشخاص والأماكن، وكل شيء متعلق بالست سنواتٍ الماضية.

حتى يومنا هذا لم أسترجع أو أتذكر شيئا، مررت بأوقات صعبة وتوتر وقلق، وللعلم أنني في عام 2012 وقعت من الطابق الثاني، ولدي كسر في الجهة اليسرى من الجمجمة، لكن في عام 2013 و 2014 واجهت عدة مشاكل مثل:

الصداع الحاد، الأرق، نوبات الصرع، فقدان السمع المؤقت، طنين في الأذن ودوخة، وآخر يوم أذكره كان اليوم الذي نقلت فيه للمستشفى عام 2014 أول حالة إغماء حصلت لي أذكر كل شيء قبل أن أفقد وعيي، وأستيقظ منذ 81 يوماً وكأنني ما زلت في عام 2014 أي حذفت الست سنوات من حياتي.

هل من نصيحة أو أي معلومة متعلقة بفقدان الذاكرة، هل سترجع أم لا؟ وما المدة التي تستغرقها في الغالب؟

شكراً جزيلاً لكم، وبارك الله فيكم، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد السميع حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

أنا حقيقة تدارستُ رسالتك هذه بصورة دقيقة، وفقدان الذاكرة من النوع الذي تحدثت عنه ربما يكون لديه علاقة بإصابة دماغية، لكن أيضًا من الناحية النفسية قد تكون لعبت دورًا، وهذا يُسمَّى بالتحوّل الانشقاقي، بمعنى أن أمور مكتومة في ذاكرتك تمّ تجنُّبها وأصبحت لا تتذكّرها ولا تتذكّر بقية الأشياء.

هذه احتمالية، وما دام يُوجد توتر وقلق فأعتقد أن هذا الاحتمال هو الاحتمال الأكبر.

الأمر الآخر: ربما يكون هنالك خلل في كهرباء الدماغ، خاصّة في منطقة تُسمَّى (الفص الصدغي) وهي التي تُوجد بها مراكز الذاكرة، وعلى ضوء ذلك أنصحك أن تذهب وتقابل طبيب أعصاب أو طبيبا نفسيا؛ لأنك تحتاج لبعض الفحوصات العضوية، تحتاج مثلاً أن تُجري تخطيطًا للدماغ، وكذلك صورة مقطعية أو رنينا مغناطيسيا للدماغ؛ هذا من أجل أن نتأكد أنه لا يوجد خللًا عضويًّا، وإن وجد قطعًا سوف يقوم الطبيب بإعطائك العلاج اللازم، وأنت ذكرت أنك تُعاني من نوبات صرع، هذه لا بد أن نتأكد من حقيقتها، ومن خلال رسم الدماغ سوف تتضح طبيعة هذه النوبات، ومن ثم يتم إعطاؤك الدواء المناسب، توجد أربع أو خمس أدوية تُعالج مثل هذه الحالات.

ويُعرف أن فقدان الذاكرة من هذا النوع -خاصّة إذا كان منشؤه نفسيا، أو حتى إن كان مرتبطًا باضطراب كهرباء الدماغ- يسترجعه الإنسان تدريجيًا، تبدأ فترة فقدان الذاكرة في التلاشي والانحسار، وسوف تُلاحظ أنك يومًا بيوم ستبدأ بتذكّر أشياء لم تكن تتذكّرها.

حاول أن تعيش حياة مستقرة، حياة طبيعية، لا بد أن يكون غذاؤك متوازنًا، اعتمد على النوم الليلي المبكّر، هذا مهمٌّ جدًّا، وتجنب النوم النهاري، واقرأ القرآن بتدبّر وبتمعُّن، فالقرآن يُحسّن الذاكرة عند الإنسان، قال تعالى: {واذكر ربك إذا نسيت} وقال: {ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم}، وحاول ألَّا تشغل نفسك كثيرًا بالموضوع هذا، لكن يجب أن تجري الفحوصات التي ذكرتها لك، وأريدك أن تعيش أيضًا حياة اجتماعية نشطة، وأن تجتهد في دراستك الجامعية، وأن تكون شخصًا فعّالاً في محيط الأسرة، هذا -إن شاء الله تعالى- يجعل هذه المرحلة تنتهي تمامًا وتعيش حياة طيبة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً