الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل ما أشعر به من الخوف والواسوس سيذهب وأعيش طبيعية كالسابق؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا امرأه متزوجة، ولدي طفلhن، أعاني من اكتئاب وخوف وقلق، ولا توجد لدي رغبة بأي شيء، ومزاجي حزين، وتأتيني نوبة أشعر بحرارة في يدي، وحرقة بظهري، وقلبي يضيق كأن شيئا سيحدث.

تأتيني وساوس وأفكار سوداء كأنني سوف أموت عندما أخرج، أشعر بالحزن وكل الناس سعداء إلا أنا، ذهبت لدكتور نفسي، وصف لي دواء زولوفت 50 مليجرام في اليوم، وقال: عندي اكتئاب، وأخذت الدواء وتحسنت عليه جدا، ولكن بعد ثلاث سنوات أوقفت الدواء من تلقاء نفسي؛ لأنني شعرت أنني تحسنت، ولكن بعد 4 شهور عادت الأعراض كلها وأكثر.

ذهبت إلى الدكتور ذاته، ووصف لي نفس الدواء زولوفت 50 ميلجرام في اليوم، ولكنني لم أتحسن إلا شيئا بسيطا، بعد شهرين راجعت الدكتور، ورفع لي الدواء إلى 100 (حبتين) في اليوم، ونفس الأمر لم أتحسن إلى الآن، لدي شعور الحزن، ونوبات من القلق، والخوف، والوسواس، يا حضرة الدكتور بماذا تنصحني هل أستمر على العلاج، أم أبدله بعلاج آخر أنت توصف لي إياه؟ مع العلم أنني أحس أن معدتي تؤلمني ولا توجد لدي شهية للأكل، فإذا أكلت أشعر بغثيان شديد، ويأتيني شعور القلق ثم أترك الطعام.

أنا أحاور نفسي وأقول سأشفى، وأفكر بإيجابية في حياتي، ولكني لم أستفيد شيئا، أريد أن أرجع إلى حياتي السابقة، فأنا إنسانة مرحة، فهل سأشفى يا دكتور؟ وكم المدة التي سوف أتحسن بها؟ والاكتئاب هل سيخف مع الأيام؛ لأنني أهملت بيتي وأولادي، فبماذا تنصحني؟ هل سأشعر بالسعادة مرة أخرى، وشعور القلق والخوف والوسواسي سيختفي؟ أرجو منك أن ترد علي بأقرب وقت، أحَبَّك الله يا دكتور.

وشكرا لك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ أم عادل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

قد يحصل أنه بعد أن يتحسَّن الإنسان على دواء مُعيَّن بعد فترة إذا توقّف ورجع لنفس الجرعة لا تتحسّن الأعراض، ولها تفسيرات عدة، ومن ضمنها: قد تكون هناك أحداث حياتية ومشاكل مُحيطة بالشخص ولا تجعل العلاج لوحده فعَّالاً.

على أي حال: لا أدري منذ متى استعملت مائة مليجرام من الزولفت، لأنه يحتاج على الأقل إلى شهرٍ آخر لتتأكدي هل المائة مليجرام كافية أم لا. ويمكنك إضافة دواء آخر مع الزولفت، مثل الـ (إيميتربتالين/تريبيتزول) فهو من مجموعة أخرى، وقد يُساعد، يكونُ مساعدًا للزولفت طالما تحسَّنت عليه في السابق، والإيميتربتالين جرعته خمسة وعشرين مليجرامًا، ابدئي بتناول حبة ليلاً، ثم بعد ذلك حبتين، وهو يُساعد في الشهيّة وفي علاج الاكتئاب أيضًا.

إذًا يمكنك أن تُضيفي للزولفت دواء الإيميتربتالين خمسة وعشرين مليجرامًا، ابدئي في تناول حبة، وبعد أسبوع تناولي حبتين، مع الزولفت، وإذا كانت هناك مشاكل منزلية أو عائلية حاولي تُصلحيها بقدر الإمكان، وتجنبي القلق، وحاولي الاسترخاء، وليكن عندك برنامج للاسترخاء من ممارسة رياضة بالمنزل، أو تواصل مع الصديقات عن طريق التواتساب والفيسبوك، واحرصي على الصلاة في وقتها، واحرصي على النوافل، واحرصي على تلاوة القرآن، وحافظي على أذكار اليوم والليلة، واحرصي على الدعاء، وإن شاء الله تعالى كل هذا يُقلل من الاكتئاب والقلق والتوتر.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً