الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التردد بين الوظيفة ودخول مجال التجارة..أرجو النصح

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب قريب من الثلاثين، موظف براتب شهري متوسط ولله الحمد، أفكر كثيرا في موضوع الرزق، وأحب أن تكون عندي سيارة وزوجة وسكن مستقل ورزق كثير، مع أن الراتب لا أستطيع من خلاله توفير السكن والسيارة، والحمد لله أدعو الله ومؤمن أن رزق كل إنسان مقدر.

أفكر في عدة مشاريع بمبلغ بسيط، لكنني متردد كثيرا، فكل مرة أرى فيها تاجرا رزقه الله وأثمرت تجارته، يعجبني ذلك المشروع وأحب عمله، لكن ليس لدي رأس ماله أو السجل التجاري بحكم أنني موظف، وهكذا في كل مرة؛ مما تسبب لي في حيرة كبيرة.

كما أن أخي الأكبر يعترض علي في المشاريع، وأحيانا أفكر في الاستقالة من الوظيفة، وأدخل مجال التجارة؛ لأنني أرى التجارة خيرا من الوظيفة، وأحيانا أفكر في الجمع بين الوظيفة والتجارة، مع أن لدي فراغا في يومي الجمعة والسبت فقط.

بالإضافة إلى أنه لدي تردد شديد في اختيار الزوجة، وأرغب أن تكون ذات دين وخلق وجمال ومال -إن توفر- ومتردد بين الموظفة والماكثة بالبيت، وأستخير الله وعندما أذهب لأقدم على الأمر، أتردد وأبقى في تفكير وحيرة، مع العلم أنه من الضروري أن أتزوج، لأصون نفسي عن الحرام، وشدة الشهوة.

سؤالي: فما نصيحتكم بشأن التردد في الإقدام على التجارة والاستقالة؟ أو الجمع بينهما؟ وما توجيهكم لي في الزواج؟ علما أنني إذا أنشأت مشروعا صغيرا فلا يبقى لي المال للزواج؛ لأن عندي القليل من المال وأرغب بالزواج بشدة.

جزاكم الله خيرا على مجهوداتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أخي الكريم- في موقعنا، وأسأل الله أن ييسر أمرك، والجواب على ما ذكرت:

بما أن لديك وظيفة وراتبا متوسطا؛ فيمكن أن تفكر في الزواج وأن تجعله في أول اهتماماتك، وأن تبحث عن زوجة مناسبة ذات دين وخلق؛ فأنت قد بلغت سناً كبيرة، وستكون حياتك مستقرة، والزواج من أسباب سعة الرزق بإذن الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف" رواه الترمذي.

وأما مسألة توسعة الرزق في الدخول في مشروع تجاري؛ فهذا تفكير حسن، وكون الإنسان من الأغنياء فهذا يحقق له استقرارا ماديا ويكف نفسه عن الحرام، ويستطيع أن ينفق على من يعولهم، ومما يمكن أن أدلك عليه حتى تنجح في مشروعك التجاري:

* لا أنصحك أن تقدم الاستقالة من عملك، فيمكن أن تجمع بين المشروع التجاري والوظيفة، وإذا رأيت أن هناك تعارضا بينهما وكانت التجارة ناجحة ولديك خبرة، فيمكن تقدم الاستقالة من الوظيفة بعد هذا.

* ومما أنصحك به أن تكثر من الدعاء بأن يرزقك الله مشروعا ناجحا.

* استشارة أهل الخبرة ممن تثق بهم في المشاريع النافعة.

* إذا وجدت مشروعا ناجحا واستخرت الله في الدخول فيه واطمأنت نفسك إليك، فادخل في المشروع بمال معقول، وليس بكل ما تملك؛ حتى لا تندم في حال الخسارة عند ضياع مالك، واجتهد في أن تبدع في المشروع وأن تطور فيه حتى تحقق نجاحات كبيرة، ولا تفكر في الربح السريع، وإنما فكر في الربح الدائم المستمر ولو كان قليلا، ومع المدى يمكن أن يكبر المشروع وتحقق ما تريده بإذن الله تعالى.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً