الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشعور بضيق التنفس وسرعة دقات القلب، هل هو قلق فعلاً؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

جزاكم الله خيرا على هذا الجهد المبارك.

أنا الأول على كلية أصول الدين ببلدي على مدار الثلاث السنوات، ورياضي كمال الأجسام منذ عمر 14 سنة، وقد مررت بظروف أسرية صعبة، وأنا أعيش بمفردي في بلد بعيد عن بلدي للدراسة، وكنت في النادي الرياضي، وبعد الانتهاء من التمرين شعرت بضيق في التنفس وسرعة ضربات القلب وشعور بالموت.

راجعت الأطباء، فقالوا يمكن بسبب الإجهاد، لكن مع الأيام كنت لا أستطيع بلع الطعام إلا بصعوبة شديدة، وأصبحت أشعر بخوف غير مبرر، ولا أستطيع العيش بمفردي، مع أن هذه ليست طبيعتي على الإطلاق.

وبعد نصيحة الوالد ونصيحة أحد الأطباء ذهبت للطبيب النفسي، فقال لي: هذه أعراض اكتئاب ونوبات قلق، وأعطاني لوسترال 25 صباحا وتريتكو 50 قبل النوم لمدة شهر ونصف، ثم أعدت الفحص، فرفع جرعة اللوسترال 50 ليلا مع التريتكو 50، وأعطاني فاتحا للشهية ترايتكين 4 مجم قبل العشاء لمدة شهرين ثم مراجعته.

والحقيقة أنا تركت الطبيب لأن طريقته في التعامل غير منضبطة، وأحببت أن أستشيركم لأني أتوسم فيكم الخير، فهل سأحتاج الدواء بعد الشهرين؟ علما أن الأعراض قلت بنسبة 70%، وأنا لا أحبذ الأدوية الكيميائية، وإذا كنت سأستمر على العلاج بعد الشهرين، فما توجيهكم؟ وكيف سأوقفه فيما بعد؟ وهل أستطيع الصيام خلال فترة العلاج؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، والحمد لله على نعمه العظيمة، فأنت متميّز في كلية أصول الدين، ورياضي، والذي حدث لك هي نوبة هرع بسيطة جدًّا -إن شاء الله تعالى-، والهرع أو الفزع حقيقة يُخيف الإنسان، هو نوع من القلق النفسي الحادّ، قد تكون له أسباب، أو قد تكون ليست هناك أسباب واضحة، وبالرغم من أنه مُفزع ومخيف إلَّا أنه ليس خطيرًا أبدًا.

أرجو أن أؤكد لك أنك في صحة جسدية طيبة جدًّا، وكذلك الصحة النفسية، فتناس هذا الذي حدث لك، وعش حياتك بكل ترتيباتها الإيجابية، من ممارسة الرياضة، ومن تميُّزٍ في الدراسة، وعليك أن تُحسن التواصل الاجتماعي أيضًا، وأن تُحسن إدارة وقتك.

طبِّق بعض التمارين الاسترخائية، بالرغم من أنك رياضي من الطراز الأول، لكن تطبيق التمارين الاسترخائية أيضًا سوف يكون مفيدًا جدًّا بالنسبة لك.

بالنسبة للعلاج الدوائي – أيها الفاضل الكريم – يُكمِّل المكونات العلاجية الأخرى التي تحدثنا عنها، وحقيقة الـ (لوسترال) والذي يُعرف علميًا باسم (سيرترالين) دواء رائع جدًّا، أنا أعتقد أنه من الأفضل أن تكمل ثلاثة أشهر على جرعة السيرترالين، وهي جرعة صغيرة، 50مليجرامًا تعتبر صغيرة جدًّا، حيث إن الجرعة الكليّة هي حتى مائتي مليجرام في اليوم.

بعد انقضاء الثلاثة أشهر يجب أن تخفض الدواء تخفيضًا تدريجيًّا، بأن تجعل الجرعة نصف حبة يوميًا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم تتوقف عن تناول الدواء، بهذه الكيفية تكون قد تناولت الدواء بجرعة صغيرة، لمدة قصيرة، وتوقّفت عنه بالطريقة العلمية السليمة؛ حتى لا تحدث لك أي آثار سلبية.

أمَّا إذا كنت تتناول الـ (تريتكو) فالتريتكو - من وجهة نظري – يمكن أن تتوقف عنه بعد إكمال الشهرين، وهو غالبًا لا يحتاج منك توقّفا تدرُّجيا، لأنه دواء ليس له آثار انسحابية.

بالنسبة للصيام: نعم – أخي – يمكنك أن تصوم دون أي إشكال، فقط تتناول الدواء إمَّا بعد الفطور – هذا بالنسبة للوسترال – أو قبل السحور، أمَّا بالنسبة للتريتكو فتناوله في الوقت الذي تودّ أن تنام فيه في أثناء الليل.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً