الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبح مزاجي عصبيًا وأبكي بدون سبب، ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم.

لقد كنت إنساناً أحب الحياة، ونشيطا جداً حتى جاءتني يوماً وأنا في عملي حالة من الخوف الرهيب غير المبرر، وثاني يوم استيقظت صباحاً على خفقان قلب وخوف رهيب!

ذهبت إلى الأطباء وكل شيء سليم وتحاليل سليمة، وعرفت أنها نوبة هلع، وانتهى الموضوع ولم يأت الخوف مرة أخرى إلى رمضان العام الماضي أي بعد ثلاثة شهور من هذا الموضوع جاءني نفس الشعور وخوف غير مبرر وبكاء بدون سبب!

تدمرت حالتي وشخصيتي وأصبحت أشعر أني غريب، لست أنا، ذهبت إلى طبيب نفسي وأعطاني لوسترال، وكانت أسوأ مرحلة في حياتي، استمررت عليه أسبوعاً خلاله لم آكل أي شيء ولا أستطيع أن أنام لمدة أسبوع كامل وجسمي يتعرق وكهرباء تسري فى جسمي.

حادثت الطبيب وقال لي إنه ليس للدواء دخل في ذلك فتوقفت عنه وجاء راق إلي وقرأ علي الرقية الشرعية وخلال الرقية أصابني بكاء شديد جداً طول فترة الرقية، وقال: لدي سحر، وبعد أن ذهب الراقي أصبحت في أحسن أحوالي وأكلت بشكل جيد جداً ونمت وبدأت معها أحلام بمقابر وحيوانات، ليست يومياً، ولكن على فترات واستمررت فترة أشعر بتحسن، ولكن أصبحت أشعر برجوع أعراض مرة أخرى: قشعريرة في جسمي، ونبض متحرك أثناء الصلاة، وصفارة في الأذن أثناء الصلاة وسرحان.

أصبحت أبكي بدون سبب وعصبي المزاج، وأصبحت أشعر أني مختلف جداً لست أنا مثل ما سبق نهائياً أشعر بنار في رأسي عند الاستيقاظ، وعند المساء أشعر أن جسمي ثقيل وحرارة ببدني وكراهية للمنزل والعمل، ولا إنجاز في أي شيء في حياتي أصبحت تائهاً ولا أجد رغبة في أي شيء ولا أعرف ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما حصل معك فعلاً هي نوبة هلع، وتكرارها، معنى ذلك أنك أصبحت تُعاني من اضطراب الهلع، وهو من اضطرابات القلق العام، ويكون عادة مصحوبًا بأعراض قلق، وأحيانًا أعراض اكتئاب نفسي.

السيرترالين فعلاً من الأدوية الفعالة، ولكن يحتاج لوقت – أخي الكريم – لكي يعمل، يبدأ عمله دائمًا بعد أسبوعين، وتحتاج على الأقل إلى شهر ونصف – إلى شهرين – حتى تزول الأعراض التي تعاني منها.

الرقية طبعًا مهمّة في جميع الأمراض، وأنت هنا طبعًا شعرت بالراحة بعد الرقية، ولكن أيضًا تحتاج إلى العلاج الدوائي – أخي الكريم – وأرى أن ترجع إلى السيرترالين - خمسين مليجرامًا - وتستمر عليه، طالما حصل تحسّنًا جزئيًا، فأنت تحتاج للاستمرار على الدواء لكي تذهب معظم هذه الأعراض، وترجع إلى حالتك الطبيعية.

كما ذكرت أنه يحتاج لوقت حتى يعمل، وبعد أن يعمل يجب أن تستمر عليه لفترة لا تقل عن ستة أشهر – أخي الكريم – ثم بعد ذلك تُوقفه بالتدرّج بسحب ربع الجرعة كل أسبوع. أي: سيرترالين خمسين مليجرامًا، ابدأ بنصف حبة مرة أخرى، ثم بعد أسبوع حبة كاملة، ثم استمر عليه لفترة ستة أشهر، ثم أوقفه بالتدرّج.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً