الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أستطيع تكوين علاقات مع الأصدقاء بعد إصابتي بالاكتئاب.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشكورين على هذا الموقع الطيب وجزاكم الله كل خير.

مشكلتي باختصار وبدون إطالة، بعد نوبة اكتئاب مررت بها بعد التخرج من الجامعة، ودخلت المستشفى وتعالجت واستقرت حالتي، أبقاني الدكتور على دواء الهالدول مدى الحياة، وبعد خروجي من المشفى بقيت حوالي أربع سنوات بلا عمل، كنت خلالها لا أحب الاختلاط، ولا تكوين صداقات جديدة، وانعزلت عن العالم.

بعد أن وجدت عملا وجدت أنني أصبحت لا أحسن تكوين الصداقات، لدرجة أنني منذ أربع سنوات في العمل لا صديق مقرب لي في العمل، وزملاء العمل يتحاشون السلام علي إلا إذا بادرت أنا بالسلام عليهم، حتى في المجتمع أينما ذهبت، أنا شخص غير مرغوب به ومكروه، وأصبح الناس يضمرون لي الشر مع أنني إنسان بسيط وجامعي.

فهل كره الناس لي لأنني أصبحت غير قادر على مجاراة الناس بالكلام والحديث، وهو ما يطلقون عليه الذكاء الاجتماعي، وهل يكون سبب هذا له علاقة بتناول دواء الهالدول الذي غير حالتي، حيث أنني قبل دخول المستشفى كان لي حياة اجتماعية وأصدقاء، فبصراحة أصبحت أخاف مما يضمره الناس لي من شر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

الهالدول واسمه العلمي هالوبيردول هو في المقام الأول مضاد للذهان، ولم تذكر الجرعة يا أخي التي تتعاطها، وهل كنت تعاني من نوبة اكتئاب فقط أم معها أعراض ذهانية، على أي حال طبعاً الانعزال عن العالم لفترة والرجوع إليه يغير الشخص في أشياء كثيرة، ولكن بمرور الوقت الشخص يتأقلم ويستطيع أن يكون صداقات.

أما في كونك حتى الآن لم تستطيع أن تكون صداقات فإنني لا أرى أن المشكلة هو الهالوبيردول، لأنك يا أخي تعتقد أن الناس يضمرون لك الشر، وكونك تعتقد بهذا قد تكون هذه شكوك شكوك في نفسك وقد تكون جزء من باقية المرض الذي كنت تعاني منه، فأهم شيء هو أن تتواصل مع الطبيب الذي كتب لك الهالدول وكونه قال لك استمر عليه لفترة طويلة أو باقي العمر هذا لا يمنع من المتابعة المستمرة، لأحياناً تخفيض الجرعة أو زيادتها أو تدخل بطرق أخرى، فالمهم جداً مراجعة الطبيب لمعرفة إذا كان هناك أعراض أخرى للمرض ما زالت تعاني منها وهي التي تؤدي إلى صعوبات في التعامل مع الآخرين أم لا.

ولكن أنظر إلى الجانب الإيجابي في حياتك، أنك الآن الحمد لله أكملت الجامعة وتحصلت على وظيفة والآن استطعت أن تحافظ على الوظيفة لمدة 4 سنوات، فكل هذه أشياء إيجابية ويجب أن تركز على الشيء الإيجابي مع مراجعة الطبيب النفسي، وأنا لا أرى أن هذا -كما ذكرت- من الهالدول، الهالدول لا يسبب هذا بل قد يكون بعض أعراض المرض الأول.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً