الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بأعراض جسدية منذ ثلاثة أشهر رغم سلامة الفحوصات، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم.

منذ 3 أشهر وأنا أعاني من الأعراض التالية:
- صداع خفيف، وزغللة في العينين، وعدم تركيز.
- ثقل في الأطراف اليمنى من الجسم.
- قلق دائم، وضيق في الصدر.
- البكاء أحيانا.
- تنميل في الجسم أحيانا.
- طنين في الأذن اليمنى.
- خمول ودوخة دائمين.

عملت رنينا مغناطيسيا للدماغ، والنتائج سليمة -والحمد لله-، مع وجود التهابات في الجيب الفكي الأنفي الأيسر، وزرت أطباء الأذن، وأكدوا لي سلامة الأذن، وأيضا السمع جيد، ولكن أحدهم قال لي: إنك تعاني من اعوجاج الحاجز الأنفي وهو الذي سبب لك الطنين، ويلزم عملية لتصليح الاعوجاج.

عملت تحاليل للدم cbc والنتيجة سليمة، وتحاليل لهرمون الغدة، والسكر، وبروتين c وكلها سليمة -الحمد لله-، ورغم هذا أحس أنني مريض، الرجاء تفسير هذه الحالة التي أمر بها منذ 3 أشهر، فقد أتعبتني كثيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ فاتح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أنت ذكرت أنك تعاني من قلق دائم وضيق في الصدر، ولديك أعراض جسدية أخرى كثيرة، وأجريتَ الكثير من الفحوصات التي اشتملت الرانين المغناطيسي للدماغ، أعتقد أنك وصلت إلى أعلى وأقصى ما يمكن أن يصل إليه الإنسان من ناحية الفحوصات، والحمد لله تعالى فحوصاتك سليمة، وأنا أقول لك: إن هذه الأعراض هي أعراض نفسوجسدية، بمعنى أن القلق والتوتر هو الذي تسبَّب فيها، فخفِّف عن نفسك القلق والتوتر، واجعله قلقًا إيجابيًا وليس سلبيًّا، ويمكن أن تتبع خطوات بسيطة جدًّا في نمط حياتك، وتجعله نمطًا إيجابيًا:

أولاً: يجب أن تمارس الرياضة، الرياضة من أجل علاج أعراضك هذه، من أجل تقوية نفسيًّا، وكذلك جسديًا.

ثانيًا: تجنب النوم في النهار، واعتمد على النوم الليلي المبكّر.

ثالثًا: اهتمَّ بغذائك.

رابعًا: يجب أن تكون قريبًا من ربك، وتحرص على العبادات، خاصّةً الصلاة في وقتها، وكذلك بر الوالدين، والدعاء، والورد القرآني اليومي.

خامسًا اجعل لحياتك هدفا، وأحسن إدارة الوقت لتصل إلى الهدف، أن تتميّز أكاديميًا في الوقت الراهن، هذا يجب أن يكون أحد أهدافك.

سادسًا: يجب أن ترفّه على نفسك بشيء طيب وجميل، لتكن لك هوايات إيجابية، صداقات فاعلة مع الصالحين من الشباب.

هذا – أيها الفاضل الكريم – يُخرجك من هذه الحالة المرضية، وليس لديَّ أيُّ شكٍّ في ذلك.

ربما تحتاج لعلاج دوائي بسيط، إن شاء الله تعالى يُساعدك في علاج هذه الأعراض، ويزيلها عنك، هنالك دواء يُسمَّى علميًا (سيرترالين)، هو مضاد للاكتئاب والقلق والتوتر، كما أنه يُحسّن المزاج ويزيل الوسوسة، وجيدٌ جدًّا للأعراض النفسوجسدية، إن اقتنعت به ابدأ في تناوله بجرعة نصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرامًا – يوميًا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة واحدة يوميًا (خمسون مليجرامًا) لمدة أربعة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى نصف حبة يوميًا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناوله.

يُضاف للسيرترالين دواء أيضًا بسيط يُسمَّى تجاريًا (دوجماتيل) ويُسمَّى علميًّا (سلبرايد)، يمكنك أن تتناوله بجرعة خمسين مليجرامًا (حبة واحدة) صباحًا ومساءً لمدة شهرٍ، ثم خمسين مليجرامًا يوميًا صباحًا أو مساءً لمدة شهرين آخرين، ثم توقف عن تناوله.

هذه أدوية بسيطة جدًّا، سوف تُساعدك كثيرًا، لكن أهم شيء التفكير الإيجابي وتغيير نمط الحياة ليكون نمطًا إيجابيًّا، والرياضة يجب أن تكون جزءًا من حياتك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً