الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قلق مستمر منذ أكثر من عام رغم تناولي للأدوية!

السؤال

أتناول الآن بروزاك 3 حبات، وبرانزا حبة واحدة 10 مج، وديباكين 500 حبة واحدة منذ أسبوع.

المشكلة لم أشعر بأي تحسن منذ أكثر من عام، حيث إنني غيرت الكثير من الأدوية والأطباء، أريد خطة علاجية صحيحة مناسبة لي.

مشكلتي هي قلق الأماكن المفتوحة كالطرق السريعة، فقط أما إذا كنت داخل المدينة فأشعر بتحسن نوعا ما، هل زيادة الوزن لها علاقة بالتأثير على الدواء طبيا؟

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية: أخي الأدوية تساعد كثيراً في علاج الناس وتحسنهم، لكن العلاج الرئيسي هو تغيير نمط الحياة، الإنسان يتكون من أفكار ومشاعر وأفعال، هذا على النطاق السلوكي، ولا بد للأفكار أن تستبدل من فكر سلبي إلى فكر إيجابي، وكذلك المشاعر، ومن يعجز عن تغيير أفكاره ومشاعره عليه أن يجتهد في طريقة أفعاله، أن يكون فعالاً، أن لا يتكاسل، أن يأخذ مبادرات، والإنسان حين ينجز من خلال أفعاله يحدث له مردود إيجابي داخلي كبير جداً مما يغير من مشاعره وأفكاره ويجعلها أكثر إيجابية.

أرجو أيها الفاضل الكريم أن تتمسك في هذا النمط النفسي لتغيير حياتك وتجعلها أكثر إيجابية، وأنت الحمد لله صغير في السن، في سن الشباب وحباك الله تعالى بطاقات كبيرة جداً، هنالك علاجات أيضاً نعتبرها مهمة وكثيراً ما نكررها وهي ممارسة الرياضة، وحسن تنظيم الوقت، والحرص على العبادة خاصة الصلاة مع الجماعة، وكذلك التواصل الاجتماعي والترفيه عن النفس بما هو طيب وجميل، هذه الشروط العلاجية التي تجعلك تتحسن وليست الدواء فقط.

أما الأدوية يا أخي الكريم أنا أفضل أن تراجعها مع طبيبك، وأنصحك حقيقة أن لا تغير وتبدل في الأدوية كثيراً، هذا أمر مضر جداً، ولا داعي للإكثار من الأدوية، إذا كان لديك قلق المخاوف، فالبروزاك دواء جيد لعلاج أشياء كثيرة، ولكن ليس للمخاوف، فيمكن مثلاً أن يستبدل بعقار زوالفت، والذي يسمى سيرترالين، هذا يجب أن يحدث بعد مشاورة طبيبك، أما بالنسبة للبرانزا وهي الأولنزبين، فهو دواء رئيسي، وكذلك الدباكين، هذه الأدوية تدل أن تشخيصك ليس فقط القلق والخوف من الأماكن المفتوحة، حالتك تتطلب هذه الأدوية المذكورة، لكن كلها يمكن أن تستبدل مثلاً البرانزا يمكن ان تستبدل إلى أبليفيا وهكذا، الدباكين يمكن إلى لاميكتال، لكن هذا كله يجب أن يتم بواسطة الطبيب.

أنا أعتقد المشكلة الأساسية في حالتك هي اعتمادك كثيراً على الدواء، واعتقادك أنه سوف يغير كل شيء، لا، الدواء قد يساعدنا على أن نقف على أرجلنا، لكن لا يمكن أن يساعدنا في المشي أبداً، فأرجو أن تحسن الدافعية لديك، وأن تجعل نمط حياتك أكثر إيجابية، وأن تتناول أقل كمية ممكنة من الدواء، ويجب أن تسترشد برأي طبيبك المعالج في هذا السياق..

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.. وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً