الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التخلص من الكراهية للكلية التي يدرس فيها الشخص

السؤال

أنا في إحدى كليات القمة، وقد دخلتها مجبراً طبقاً لمجموعي في المرحلة الثانوية، المشكلة أني أكره هذه الكلية جداً جداً جداً بسبب:

1- تخبط نظم الدراسة بها.

2- ضعف الشرح في معظم المواد.

3- الجهد والمشقة الصعبة في الذهاب والإياب.

4- الأصدقاء اللذين يتميزون بثقل الدم والغرور.

فهل هناك حل لمشكلتي، حيث أنها تؤرقني دائماً؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Specalist حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ابني الكريم: أسأل الله العظيم أن يرزقك العلم النافع والعمل الصالح، وأن ينفع بكم البلاد والعباد.

لا شك أن طلب العلم من القربات، والسعيد هو الذي يقصد بعلمه رحمة الله، ويجعل هدفه بذل النفع للناس، والصواب أن يبدأ الإنسان في تعلمٍ تصح به عقيدته وعبادته لله، ثم يطلب ما شاء من العلوم النافعة.

وكنت أتمنى أن يكون دخولك للجامعة حسب رغبتك ومواهبك وميولك، أما الآن فأرجو أن تتكيف مع الوضع الجديد، ويسعدني أن تتغيَّر كراهيتك للكلية إلى حب واجتهاد في التحصيل، والطالب الجامعي وصل مرحلة التحصيل الذاتي للعلوم وقاعات الدراسة لا تعطى سوى مفاتيح العلوم، لكن مهمتك توسيع المعلومات والبحث في بطون الكتب، وبذلك تستطيع أن تعوض ضعف الشرح الذي ذكرته.

أما صعوبة الوصول على موقع الدارسة، فأرجو أن تتذكر اجتهاد سلفنا في طلب العلم، ولهم مؤلفات في الرحلة في طلب العلم.

وابحث عن الأصدقاء الفضلاء، فإن لم تجد فخير جليس في الزمان كتاب، والكتاب صديق لا يغش، وصاحب لا يكذب، وأهم شيء النظر في دين الأصدقاء وإخلاصهم، واعكس أنت صورة الطالب المتواضع، فإن التكبر يحرم الإنسان من أنوار العلم، وكذلك سائر المعاصي والذنوب، كما قال القائل:

شكوت إلى وكيعٍ سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأعلمني بأن العلم نورٌ ونور الله لا يُهدى لعاصي

والطالب المغرور لا يفيد نفسه، ولن تنتفع به بلاده، وتذكروا يا طلاب العلم أننا لم ننل من العلم إلا القليل، وأنه لا يزال الرجل عالماً ما طلب العلم، فإن ظن أنه علم فقد جهل، والأمل معقود على طلاب هذه الكلية في تبديل هذا الواقع، وذلك بالتوكل على الله والجد والاجتهاد.

أسأل الله العظيم لك الثبات والرشاد، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً