الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وساوس العين والحسد والأفكار السلبية تلاحقني.. ساعدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طالب في الثانوية، عمري 16 عاما، عانيت منذ فترة من اضطراب القلق والوسواس القهري، وحالة نفسية متعبة، اتبعت علاجا طبيا منذ سنتين تقريبا، ولا زلت أتبعه عند طبيبي النفسي، في الآونة الأخيرة أصبحت متعبا نفسيا، ومرهقا ولا أعرف السبب، دائما أشعر أني متضايق وتطرأ ببالي أفكار بأني أعيش في حزن، وأني لست بخير، وأني لست على طبيعتي، ولست على عادتي.

عانيت في آخر فترة من وسواس الموت، والجنون، والذي عانيته منذ البداية واتبعت علاجي، وتحسنت كثيرا، وبعد عام ونصف من اتباع العلاج بدأت في مرحلة تدريجية لإيقاف العلاج الدوائي، لكني انهرت في آخر فترة، وبدأت وساوس العين والحسد تلاحقني، وأحس أني سأفقد عقلي، ولم أعد أرى الدنيا بشكل واضح، واقتربت لأجن، وصراحة فقدت طعم الحياة، وأصبحت متوترا وقلقا، وتأتيني أفكار أني غريب وبعيد عن الواقع.

قرأت البارحة مقالا بخصوص الفصام، وظننت أني مصاب بالفصام، أرجوكم أريد منكم الإجابة، وتوضيح حالتي؛ لأنني تعبت جدا، وأعيش في كابوس.

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء.

أيها الابن العزيز: قطعًا تلك الأعراض في سِنٍّ صغيرة، لكنك -إن شاء الله تعالى- وبقدرة الله وحوله تستطيع أن تتخلص منها.

الفكر السلبي والوسواسي والاكتئابي يجب ألَّا يهتمّ به الإنسان، يجب أن يُحقّره، ويجب أن يستبدله بفكرة إيجابية، كل شيء سلبي في الدنيا إذا كانت أفكارًا أو مشاعرًا يوجد ما يُقابلها من فكر ومن شعور إيجابي، فكن دائمًا في جانب التفاؤل، هذا هو الذي أنصحك به.

حقّر هذه الأفكار، لا تخض في تفاصيلها، الخوض في تفاصيلها يمكنّها جدًّا، أنا أريدك أن تنخرط في برنامج رياضي منتظم، أي رياضة – جري، كرة قدم، اللعب مع مجموعة من اللاعبين في نادٍ – المهم من الضروري جدًّا أن تكون منخرطًا في نشاط رياضي، وأن تنظم وقتك، وأن تُخصص وقتًا طبعًا لدراستك، ووقتًا لعبادتك، ووقتًا للترفيه عن نفسك، وتكون بارًّا بوالديك.

أنا لا أريد أن أتحدث عن هذه الأعراض، كل عرض ما الذي يجب أن نقوم حياله، لا، هذه هي الطريقة، أن تصرف انتباهك عنها، أن تُؤهّل نفسك بصورة أفضل، أن تُحقّر هذه الأفكار. هذا هو العلاج – أيها الفاضل الكريم -.

أمَّا بالنسبة للدواء: أنا متأكد أن الطبيب حريص أن يعطيك العلاج السليم في هذه السِّن، وتوجد -الحمد لله تعالى- أدوية بسيطة جدًّا وتُناسب سِنّك، فأنت قمت بمحاولة إيقاف الدواء تدرُّجيًا، لكن حدثت لك انتكاسة، وأنا متأكد أن الطبيب قد قام بإجراء اللازم، أن يترك العلاج أو يُخففه أو يُغيره بعلاج أكثر سلامة وفعالية.

بعض أعراض الوساوس دائمًا تُشعر الإنسان أن لديه مرض الفصام، لكن هذا ليس صحيحًا، أنا حقيقة ليس لديَّ أي قاعدة علمية صلبة ممَّا ذكرتَه لأقول لك أنك تعاني من مرض الفصام، لا، الوساوس والمخاوف كثيرة، وحتى تطمئن أكثر أرجو أن تسأل طبيبك صراحةً ما هو تشخيص حالتك، وهذا من حقك، وأنا متأكد أن والديك أيضًا على إدراك بتشخيصك، وأعتقد أنها الوساوس، لكن أي توضيح يجب أن يكون من جانب الطبيب. ولا تقرأ – أيها الفاضل الكريم – عن أمراض الفصام والاكتئاب والوساوس والاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، القراءة لكثير من المواد المنشورة حقيقة تؤدي إلى توهمات وتوهمات كثيرة جدًّا.

المهم هو أن تعيش حياة فعّالة، أن تعيش حياة سعيدة، أن تكون لك الإرادة نحو التغيير الإيجابي، وأن تتناول علاجك حسب التعليمات التي يقولها لك الطبيب، أمَّا المسميات التشخيصية، فأنا دائمًا أراها غير مهمّة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً