الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بسبب رسوب دراسي نهائي أعاني من تأنيب الضمير.

السؤال

السلام عليكم.

بداية أود شكركم جزيل الشكر على هذه الخدمة المجانية والقيمة التي تقدمونها لنا.

أنا شاب أعيش في أوروبا منذ عدة سنوات لأجل الدراسة، كنت أريد أن أدرس في الجامعة ولكن كان علي عمل امتحان تعديل الشهادة الثانوية وهو امتحان في عدة مواد.

قبل الامتحان كان هناك دورة تحضير تستمر سنة كاملة، كان عندي ضعف في إحدى المواد بسبب سوء التعليم في بلدي الأصلي، وهذا الأمر سبب لي إحباطاً، وفي النهاية قررت أن أرسب نفسي في الامتحان لأعيد الدورة، وهذا ما حصل، إلا أنني في المحاولة الثانية شعرت بالفوضى والضياع، وخصوصاً أنه لا يوجد عندي محتوى دراسي محدد.

أقصد عندي فقط العناوين ولكن لم أملك الدروس كاملة، وبسبب خجلي أو انطوائي وإحباطي لم أطلب دائماً من زملائي تصوير دروسهم.

المهم بعد بداية أزمة كورونا بدأت حالتي تدريجياً تتجه نجو الأسوأ، وظللت أقوم بالتأجيل حتى ليلة الامتحان، ولم أستطع دراسة شيء، ورسبت في مادتين من أصل ثلاثة مواد.

الآن أنا محروم من دراسة الجامعة في هذا البلد الأوروبي، ولو أردت الدراسة بطريقة أخرى (ثانوية مسائية أو ما شابه) فسيلزمني سنوات، لأنهم يشترطون التخرج من مهنة وغيره...أي أني أستبعد ذلك.

المشكلة التي تعذبني الآن هي تأنيب الضمير بسبب إهمالي وتأجيلي، مع أني شخص مجتهد ولكني وقعت في فخ الإحباط، بسبب عدم وضوح المنهج، ولم أسع لدراسة كل شيء، بصراحة مادتين من المواد اللازمة لدخول الطب أعتقد أني لا أحبها فعلاً، وهي الكيمياء والفيزياء، ولكن لو كان المنهج مرتباً لكنت درستها، وإلى الآن لم أخبر أهلي لأنه سيخيب أملهم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن الشعور بالذنب أو وخز الضمير هو الشعور الذي ينجم عن قيامنا بعمل لا ترضاه ضمائرنا اجتماعياً أو خلقياً أو شخصياً أو دينياً. وهو شعور سويّ ذو قيمة تهذيبية للفرد، تثيره مثيرات محددة يعرفها الشخص ويُدركها بوضوح مثل: التقصير في عمل ما. وهذا الشعور قد يدفعنا في كثير من الأحيان إلى تصويب الأخطاء التي ارتكبناها بحق أنفسنا أو بحق الآخرين لترتاح ضمائرنا ونستطيع أن نتكيّف مع واقعنا.

يبدو من سردك للأحداث أنه لا يوجد أمل في الدراسة في البلد الأوروبي الذي فيه الجامعة الحالية، لأن عدم الاستعداد الجيد للامتحان في المحاولة الثانية وعدم الحصول على المواد الدراسية كاملة ومذاكرتها باعتبارها مفاتيح دخول التخصص في الجامعة أدت إلى هذه النتائج.

من المعروف -يا أخي الكريم- أن الكيمياء والفيزياء والأحياء من المتطلبات الأساسية للقبول في تخصص الطب في جميع جامعات العالم.

أخي الكريم، فيما يلي بعض الإرشادات التي تساعدك بمشيئة الله على التخلص من حالة "تأنيب الضمير" التي تُعانيها:

1- أخبر أهلك بما حدث معك، ليكونوا مطلعين على ظروفك، ويساعدوك في الحل واقتراح البدائل عليك.

2-قاوم الإحباط، وانهض وابدأ من جديد وابحث عن مكان جديد للدراسة فيه ولا تيأس، ولكن هذه المرة اختر تخصصاً يتوافق مع قدراتك وإمكانياتك العلميّة لكي لا تقع مرة ثانية بنفس المشكلة، وبعد أن تشعر أنك مُستعد لخوض تجربة الامتحان مرة أخرى، عليك الإتكال على الله.

3-خطط قبل أن تبدأ، والتخطيط يجب أن يكون في جميع المجالات ذات العلاقة بدراستك، وهي: (بلد الدراسة، لغة الدراسة، نوع التخصص ومتطلباته، سنة التخرج)، وأقترح عليك أن تضع أهدافاً وتعمل على تحقيقها، فالأهداف دائما ترسم لنا خط سير واضحاً ومحدداً، وتختزل الوقت والجهد، وبتحقيقها نحصل على النتائج التي التي نريد بمشية الله.

4-تجنب قول كلمة "لو" فإنها لن تُغيِر الماضي بل تفتح باب الشعور بالذنب.

5-كن مُتسامحاً مع نفسك، وتذكر أن الخطأ صفة الإنسان، حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون).

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً