الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوسواس والخوف من اذى الناس لي

السؤال

السلام عليكم..

أعاني من أفكار ومخاوف ووساوس منذ الصغر بدأت من مرحلة الروضة.

أخاف من الناس أن يلحقوا الأذى بي أو يغتصبوني أو يؤذوني في كل مرة أخرج فيها من المنزل وأرى شخصا غريبا ينظر إلي، دائما أوسوس بهوس أنه يريد بي السوء، وزادت هذه الوساوس عند العمل مؤخرا، حيث لا أستطيع العمل، ودائما خائف ومرتبك من أفعال الناس.

أيضا من الوساوس التي لدي: لبس تيشيرت محدد، وأظن أني إن لبست الأخرى سوف أتعرض إلى أذى، أو لبس حذاء معين وجورب معين، أو الذهاب من طريق محدد حتى لا يراني الذي أعتقد أنه يريد أذيتي، أيضا عند اتصال أحد غريب دائما أتوقع الأسوأ، وأنه هو متصل لأذيتي.

مرة من المرات في صغري كانت تأتي امرأة بها مشاكل عقلية إلى روضتنا، وأخبرني زميلي أنها تضع الأطفال على الفرن وتأكلهم، فأصابني خوف كبير ولم أخرج من المنزل لمدة أسبوع أو أكثر، وكلما أراها أبتعد عنها بعيدا وأهرب.

وقد قرأت في المواقع أن ما أعاني منه وساوس قهرية، وكلما حاولت معالجتها وعدم التفكير بها تزيد، فماذا لو كان شكي في محله وهو يريد أذيتي فتزيد حالتي سوءا؟

لا أستطيع الأكل جيدا، ولا أستطيع النوم، ولا العمل، أتمنى لو أستطيع أن أكمل حياتي بشكل طبيعي، أصبحت أفضل الجلوس لوحدي حتى لا يرى أحد من المنزل أن أسلوبي تغير، فأنا أكتم هذا الخبر عن الأهل، ولم أخبر أحد من صغري، ولا أستطيع أن أخبرهم.

أرجو مساعدتي في شرح حالتي، وأسبابها، والعلاج منها، لأني تأثرت كثيرا بها وخاصة أن الموضوع يلازمني منذ صغري إلى الآن، والحالة في ازدياد وسوء أكثر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Abdulla حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لديك شخصية قلقة، تتميّز بالخوف والقلق، وهذا واضح منذ أن كنت صغيرًا، والخوف الآن تحوّل إلى نوع من المخاوف الوسواسية، عندك خوف دائمًا، وقلق كجزء من سمات الشخصية، تحوّل الآن إلى نوع من المخاوف الوسواسية، (إذا حصل لي كذا سيلحق بي الضرر)، لكن الأصل هو الخوف والقلق والتوجُّس من الناس ومن المجهول.

علاجك، هو علاج دوائي وعلاج نفسي، وهنا العلاج النفسي أهم من العلاج الدوائي، لأن هذه الأشياء بدأت عندك منذ أن كنت صغيرًا، وكما أسلفت وشرحت لك: أصبحت تُشكِّلُ جزءًا من سمات الشخصية، وهذه لا تتغيّر إلَّا عن طريق علاج نفسي وجلسات نفسية طويلة المدى، التي تكون على الأقل مرة في الأسبوع لمدة خمسين دقيقة، وتستمر لعدة أشهر إن لم تكن سنوات.

أمَّا الشيء الآخر الذي يمكن أن يُساعدك فهي الأدوية، وبالذات في مثل سِنّك، علاج الـ (فلوكستين) قد يكون فعّالاً جدًّا، عشرون مليجرامًا (كبسولة) بعد الفطور، وانتظر لفترة شهر ونصف أو شهرين حتى تحس بتأثير العلاج عليك، وزوال بعض هذه الأعراض إن لم يكن كلها التي تعاني منها.

وعليك بالاستمرار في تناول الـ (فلوكستين) لفترة طويلة، لا تقل عن تسعة أشهر أو حتى سنة كاملة، لأن هذه الأشياء بدأت عندك من فترة طويلة، وتحتاج لعلاج طويل المدى، ولكن الشيء المهم أنه متى ما أردتَّ التوقف من الفلوكستين فيمكنك إيقافه بدون تدرُّج، حيث لا يحتاج إلى تدرّج.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً