الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما علاج الخوف من الموت ومن الخروج من المنزل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشكلتي بدأت منذ ١٥ سنة، وهي الخوف من الموت، ثم تطورت الحالة وأصبحت أخاف الخروج من المنزل لمسافات بعيدة، فقط أستطيع التجول حول المنزل لفترة قصيرة وأعود مسرعا بعد أن تنتابني نوبات هلع متمثلة في: رعشات وتعرق، وارتفاع في دقات القلب، وضيق في الصدر.

قمت بمواجهة مخاوفي، ونجحت في بعض الأحيان بأن أذهب إلى أماكن بعيدة عن المنزل، ولكن سرعان ما تعود حالتي إلى سابق عهدها، قمت بزيارة الطبيب النفسي أربع مرات، ووصف لي عدة أدوية لكن للأسف لم تجد نفعا ( EFEXOR XR 150 MG - CIPRALEX 20MG F.C. - SEROXAT TAB 20MG - ANAFRANIL TAB 10MG - xanax - Pristiq)، لجأت إلى العلاج بجلسات التنويم المغناطيسي دون فائدة.

ازدادت حالتي سوءا بعد أن خسرت وظيفتي، والآن مهدد بأن يتم ترحيلي عن البلد الذي أعيش فيه، كما أن والدي خسر وظيفته وسوف يتم ترحيله، وهذا ما جعلني مضطرا إلى تحمل مسؤولية أمي وأخي وأن أبحث عن عمل، وبالفعل بدأت بالبحث، ولكن في محيط منطقتي التي لا أستطيع تعديها بسبب خوفي وحالتي النفسية، مما جعل فرص حصولي على وظيفة ضئيلة.

أكاد أموت من الخوف عندما أفكر بأمر ترحيلي؛ لأني غير قادر على السفر أو حتى الذهاب إلى المطار، حيث إني أصبحت أخاف ركوب الطائرة.

كل يوم أستيقظ على عذاب نفسي لا يحتمل، فيجعلني اتنفس بصعوبة، لا أنام و لا آكل إلا قليلا، أفكر بالانتحار، غير قادر على مد يد العون لأهلي ، كما أنني أنتظر قرار ترحيلي في أي لحظة والذين أعتبره قرار إعدامي، فإني قد أموت من الخوف عند ركوب الطائرة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ fady حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هون عليك، رهاب الساحة وهو الخوف من الخروج خارج المنزل، والخروج دائماً يكون مصاحب بنوبة هلع، وخوف من الموت هذا من الأمراض التي يمكن علاجها بسهولة، وعلاجها في الأساس يكون علاج سلوكي معرفي، هنا العلاج السلوكي المعرفي أهم من العلاج الدوائي.

والعلاج السلوكي المعرفي يتلخص فيما قمت به ولكن بصورة منظمة ومتدرجة، بأن تعمل برنامجا للخروج كل يوم لفترة معينة، لمسافة معينة ولفترة معينة حتى يبدأ يخف القلق ثم في اليوم الثاني تزيد مسافة الخروج وفترة الخروج وهذا بالتدرج -إن شاء الله- تتغلب عليه.

الأدوية لا أعرف هل استعملتها كلها أو استعملت دواء ثم غيرته، المهم دائماً في هذه الأدوية يا أخي الكريم أن تأخذها بالجرعة المناسبة وللوقت المناسب، وكما ذكرت أن تكون مصاحبة للعلاج السلوكي المعرفي، ولعل الآن دواء الزوالفت أو السيرترالين لا أرى أنه في هذه القائمة بجرعة 50 إلى 100 مليجرام مع العلاج السلوكي المعرفي يكون أفيد لك، وبالذات الآن بدأت تظهر عندك أعراض اكتئاب وتوتر وأيضاً لظروف التي تعيشها من فقدان العمل والخوف من الترحيل إلى بلدك هذا أيضاً يزيد الطين بله ويزيد عليك الضغط النفسي.

واصل في العلاج السلوكي المعرفي مع استعمال السيرترالين ابدأ بنص حبة لمدة أسبوع، ثم حبة كاملة ثم بعد أسبوعين إلى 75 مليجرام، ثم بعد ثلاثة أسابيع أو شهر إلى 100 مليجرام واستمر على هذه الجرعة مع العلاج السلوكي المعرفي الذي يمكن أن تفعله بنفسك، ويمكن الدخول إلى بعض المواقع التي فيها إرشادات تساعدك في وضع برنامج بنفسك، والمواظبة عليه حتى ينتهي هذا الرهاب، وتنتهي نوبات الهلع والاكتئاب.

وللفائدة راجع هذه الروابط: حول العلاج السلوكي لأفكار الانتحار: (2396489 - 2235846 - 2136740 - 2411187)، وحول علاج الخوف من الموت سلوكيا: (2181620 - 2250245 - 2353544 - 2419484).

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً