الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وسواس شديد يجعلني أتوهم النجاسة في كل شيء، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم

أعاني من وسواس شديد في الطهارة، أرى كل شيء حولي نجساً، ولدي معاناة في الاستنجاء والغسل من الجنابة، حيث أطيل في صب الماء، وأقعد حوالي ساعة.

تابعت عدة مرات مع أطباء نفسانيين وصفوا لي أدوية مثل: انافرانيل دبريتين كايتيل يخفف الوسواس لفترات، ثم يعود من جديد، يعني لا أشفى نهائيًا منه، أريد علاجًا نهائيًا لأعود كما كنت سابقًا قبل سنوات معافى.

تابعت عدة استشارات لديكم في الموقع، لكن دون جدوى، لا أدري ماذا أفعل؟ أكاد أجن من توهم النجاسة في كل مكان.

وشكرًا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

تعاني من اضطراب الوسواس القهري الاضطراري، وكله يتمحور في موضوع الطهارة والنجاسة، وهذه من الأعراض الشائعة في اضطرابات الوسواس القهري الاضطراري.

طالما لم تستفد على دواء الأنفرانيل أو الدبريتين، فأرى أن أنسب دواء لك هو الـ (فافرين)، ابدأ بجرعة خمسين مليجرامًا، نصف حبة ليلاً لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، واستمر عليها لمدة أسبوعين، ثم زدها إلى خمسة وسبعين مليجرامًا، ثم بعد أسبوعين آخرين ترفع إلى مائة مليجرام - يعني حبتين في اليوم - وانتظر شهرًا ونصف أو شهرين، إذا ذهبت الأعراض، فهذه هي الجرعة المناسبة التي يجب أن تستمر عليها، وإلَّا فيمكن رفع الجرعة إلى مائة وخمسين مليجرامًا، ويجب أن تستمر عليه لفترة لا تقل عن ستة أشهر، ثم بعد ذلك يتم التوقف عن تناوله بالتدرّج، بسحب ربع الجرعة كل أسبوع.

الشيء الثاني المهم في علاج الوسواس القهري: يجب أن يكون هناك جمع بين العلاج الدوائي والعلاج السلوكي المعرفي، وفي مثل حالتك العلاج السلوكي المعرفي مهم جدًّا، ويُعرف بمنع الاستجابة، أي المعالِج النفسي أو أنت أو أحد أقربائك يمنعك من أن تستجيب لهذا الوسواس، ماذا يحصل إذا لم تستجب للوسواس؟ يعني أنه يزيد القلق والتوتر لفترة، ومع إعطائك الدواء الآن ومع فعل أشياء تجلب الاسترخاء مثل: المشي مثلاً، رياضة المشي، أو الاسترخاء العضلي، أو الاسترخاء عن طريق التنفس يقل التوتر، وبالتالي تقل الاستجابة للوسواس؛ لأن الشخص يستجيب للوسواس حتى يخفض التوتر، والاستجابة للوسواس تخفض التوتر لفترة، ولكن سُرعان ما تعود الأفكار مرة أخرى ويعود معها القلق، وهكذا يظل الشخص في حلقة مفرغة.

لا بد من عدم الاستجابة للوسواس، حتى ولو حصل قلق وتوتر كما ذكرتُ في البداية، ولكنه في نهاية الأمر يؤدي إلى تقليل الاستجابة للوسواس، ويكون هذا هو بداية العلاج الشامل إن شاء الله من الوسواس القهري الاضطراري.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً