الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الانطواء وقلة الكلام وقلة الصديقات

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة في 33 من عمري، منذ صغري ليس لي صديقات، وفي هذه الفترة تعرفت على صديقة ما شاء الله متخلقة جداً، وأحبها، وأظن هي أيضاً تحبني، بيننا علاقة حب في الله.

أنا بطبعي أحب السؤال عنها دائماً، لكن هي لا تسأل، وإذا سألت هذا بعد أسبوع أو أكثر، وأنا دائماً متخوفة من أن لا تكون بخير.

المهم أني أعيش في ألم، حيث أني أريد السؤال عنها لكن بما أنها لا تسأل لا أحب إزعاجها، وأيضاً أنا إنسانة منطوية لا أتعايش كثيراً مع الناس الغرباء، ولا أتكلم كثيراً، وعندما وجدت هذه الصديقة كأني بنيت عليها آمالاً وأحلاماً.

هل هذا يحتاج الذهاب لطبيب نفسي والدواء؟ لأني فعلاً سئمت من هذه الأفكار، وهذا الشعور المؤلم داخلياً.

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ لطيفة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك أجمل ترحيب.

لا تستسلمي للخوف وتغرقي نفسك في متاهات الأوهام والقلق؛ حتى لا تستقوي عليك بعض الأمراض النفسية والجسدية، وحولي التفكير السلبي إلى تفكير إيجابي، وازرعي روح الأمل، وخسارة صديقة أو بعدها عنك لا يعني موت الحياة، وانظري إلى الجانب المضيء من القمر.

إن الحياة نعمة، والله لا يكلف نفسًا إلا وسعها، والله لا يرضى أن نظلم أنفسنا ونعذبها، فالمسلم غال عند ربه، ووهبه الحياة للعبادة والرضا بالابتلاءات، لديه رسالة في الحياة، وهي عمارة الأرض بعمل الخير، ومساعدة المحتاجين؛ لذلك اشغلي وقت فراغك بمشاركة بجمعية خيرية بعمل تطوعي؛ وبهذا تتعرفين على أخوات صالحات يكن خير معين لك.

إن الإنترنت لا يدع حجة لأحد ليقول: "أنا لا أعرف" فهو يوفر للأفراد الكثير من الدورات المجانية وتنمية قدراتنا، فقط توكلي على الله، وكوني قنوعة وراضية بما قسم الله لك، واعزمي النية أن تكوني فتاة مسلمة قوية وواثقة من نفسها، وتكوني فعالة في المجتمع، وحاولي استرجاع ما كنت ترغبين وتحلمين به أيام الطفولة، واختاري منه ما يتلائم مع ظروفك الحالية.

إليك غاليتي بعض الاقتراحات:
- بإمكانك العمل من البيت، وهناك مجالات مميزة ومختلفة، وهذا بالطبع بعد أن تحددي أنت رغبتك، ولا أريدك أن تقولي: لا أعرف، أو لا أعلم، وهذا صعب، وهذا معقد..كل ما عليك أن تختاري مهنة يدوية تحبينها وترغبي في تطوير نفسك من خلالها.

- صناعة الاكسسوارات، وهذه واحدة من الصناعات اليدوية، أو الخياطة، ومن الممكن أن تبدئي مشروعًا صغيرًا لبيع ما تقومين بصنعه وبيعه للجيران والأقرباء.

وفقك الله لما يحب ويرضا.

طمئنينا عنك عزيزتي لطيفة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً